فلسطين أون لاين

"السلطة لم تقدمه له الرعاية"

الجريح سعيد وحلم تركيب الطرف الصناعي الملائم لقدمه

...
(أرشيف)
خان يونس - محمد أبو شحمة

لم تنجح المناشدات المتواصلة التي أطلقها الجريح سعيد جمعة للسلطة الفلسطينية، لتوفير طرف صناعي لقدمه التي فقدها في إثر إصابته بشظايا صاروخ من إحدى طائرات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه على قطاع غزة سنة 2014م.

ودأب جمعة على إنتاج مقاطع فيديو تظهر الآثار الصحية والنفسية الصعبة التي يعانيها، عبر حسابه في موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، نتيجة عدم وجود طرف صناعي مناسب لقدمه في قطاع غزة؛ وفق إفادته.

وترفض السلطة الفلسطينية كما يؤكد جمعة في حديثه مع صحيفة "فلسطين" الاستجابة لمناشدته وإصدار تحويلة طبية له للسفر إلى ألمانيا، أو أي دولة أخرى متخصصة بالأطراف الصناعية للمصابين الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم نتيجة الحروب والكوارث.

وإن رعاية الجرحى أحد المكونات القانونية والنظامية والإدارية في النظام السياسي الفلسطيني، إذ نص القانون الأساسي الفلسطيني في المادة (22) على أنه ينظم القانون خدمات التأمين الاجتماعي والصحي ومعاشات العجز والشيخوخة، ورعاية أسر الشهداء والأسرى ورعاية الجرحى والمعاقين، وأن ذلك واجب وينظم القانون أحكامه، وتكفل السلطة لهم خدمات التعليم والتأمين الصحي والاجتماعي.

ونظم القانون الأساسي الفلسطيني في المادة (22) منه رعاية أسر الشهداء والأسرى ورعاية الجرحى، ونصت على أن رعاية أسر الشهداء والأسرى ورعاية الجرحى والمتضررين والمعاقين واجب ينظم القانون أحكامه، وتكفل السلطة لهم خدمات التعليم والتأمين الصحي والاجتماعي، لكن السلطة لم تلتزم بذلك مع الجريح جمعة.

ويؤكد جمعة أنه ركب أكثر من طرف صناعي في قطاع غزة، ولكن جميعها كانت ثقيلة على جسده، ولم يستطع التأقلم معها أو المشي جيدًا بها، لذلك نصحه الأطباء بالسفر إلى إحدى الدول الخبيرة في تركيب الأطراف الصناعية.

يقول جمعة: "السفر وتركيب طرف صناعي يحتاجان إلى مبلغ كبير جدًّا، وأنا لا أستطيع تحمل تكلفة هذا المبلغ المالي، لذا ذهبت إلى مؤسسة الشهداء والجرحى، وقدمت لها جميع التقارير الطبية وما يثبت حاجتي للحصول على تحويلة لتركيب طرف مؤهل يلائم حالتي الصحية".

ويضيف الجريح: "في كل مرة أوعد بالتواصل مع دائرة العلاج بالخارج التابعة لوزارة الصحة في رام الله لإصدار تحويلة إلى دولة أوروبية، ولكن لم أجد أي نتيجة أو فعل على الأرض".

لم يتوقف جمعة عن مراجعة العلاج بالخارج ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير، ولكن جميع نداءاته ومناشدته لم تستجب لها الأجهزة الرسمية للسلطة الفلسطينية.

ومع فقدان الجريح جمعة الأمل في تركيب طرف صناعي لقدمه، اضطر إلى العودة إلى الطرف الخشبي الذي ركبه في قطاع غزة، حتى يستطيع التحرك بسهولة، ولبس جميع ملابسه بالشكل الذي يريده.

ومع الطرف الخشبي لا يترك الجريح العيادات الطبية للحصول على العلاجات التي تكفل له استمرار وجود الطرف دون حدوث أي مضاعفات في مكان البتر بقدمه، لكون الطرف غير ملائم لها، كما يقول جمعة.