فلسطين أون لاين

فيروسات أشد فتكًا من كورونا

كورونا فيروس منحدر من فيروس سارس فهو ليس بجديد، والجديد هو مقدرته على إصابة الإنسان بشكل مباشر وقاتل، إذ يعمل على تدمير الرئتين والكبد في آن واحد، إذ ظهر فجأة وبدأ الانتشار بسرعة كبيرة في مدينة ووهان الصينية، ومنها انتقل إلى دول كثيرة في العالم فهو يمثل عدوانًا بيولوجيًّا غاشمًا للإنسانية.

وقد حظي هذا الفيروس بمسميات عدة منها: فيروس كورونا المستجد، أو كوفيد، أو فيروس كورونا nCov19) – (acute respiratory disease؛ وقد ظهرت أولى حالاته في منتصف شهر ديسمبر من عام 2019، وما لبث حتى انتشر وتوسع كما تنتشر النار في الهشيم. فصعد في إيران وايطاليا وهبط في (إسرائيل) وحاول التلصص والخداع إلى الأراضي الفلسطينية. 

كما يفعل فيروس (إسرائيل) عندما ينوي اقتحام المدن الفلسطينية؛ ومن أسهل المدن الفلسطينية اقتحامًا لقوات الاحتلال مدينة بيت لحم ومدينة طولكرم، إذ تمثلان خط الدفاع الأول في وجه فيروس الاحتلال، فكلها فيروسات تحت مسميات واحد تفتك بالإنسان، قال تعالى: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبكَ إِلا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ", فما حصده فيروس (إسرائيل) من شهداء في العدوان على غزة في 2008، 2012، 2014 يفوق الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا إلى الآن، ففي الضربة الأولى في عام 2008 فقط استشهد 348 شهيدًا وأصيب أكثر من 2400 جريح. إن فيروس (إسرائيل) يمثل أكثر خطورة على الشعب الفلسطيني من كورونا.

ومنذ ظهور فيروس سرطان (إسرائيل) وهو يتغذى وينتشر في عضض الأمة، ساعيًا لتدميرها وبث الفرقة بينها تماما كما يفعل أي نوع من الفيروسات، فهي كائنات دقيقة ميتة في الأصل لا تحيا إلا في الخلايا الحية لتأكلها وتخربها ونتركها ميتة. إنه فيروس الخبث والعربدة السياسية الذي لا يقوى إلا من خلال دعم أمثاله من الفيروسات الذين يمدحونه بالقرارات والصفقات التي تأخذ الحق من الشعب صاحب الأرض إلى سرطان الاحتلال.

إن فيروس (إسرائيل) أشد فتكًا وأخطر على الشعب الفلسطيني من كورونا، والذي عجزت السياسة الفلسطينية والعربية عن التصدي له والتخلص منه، بل زاد تمددًا وانتشارًا في الجسد الفلسطيني، بل لم يكتفِ بالفلسطينيين إنما اخترق الجسد العربي من خلال صبيان الأمة من الحكام العرب الذين انبطحوا وبسرعة لم يتخيلها أحد تحت أقدام فيروس (إسرائيل). كما فعل من قبلهم أجدادهم عندما كان فيروس (إسرائيل) في بداية انتشاره.

كما يوجد في كل مجتمع فيروسات أشد فتكا من فيروس كورونا مثل: فيروس النفاق المتمثل في الكذب وخيانة الأمانة والوعد. وفيروس الفساد ومشتقاته من المحسوبية والواسطة وإعاقة القانون والنظام، وكلها فيروسات قاتلة تدمر الأمة وتجعلها في ذيل الأمم، فالصين لم يهدأ لها بال ولم تنم وهي تسعى للقضاء على فيروس كورونا. كما تقضي على فيروسات الفساد التي جعلتها ماردًا وتنينًا عظيمًا في الاقتصاد العالمي أخاف العالم من تطوره الهائل في جميع المجالات وأصبح يحسب له ألف حساب. بل يشك أن هذا الفيروس قدم عن طريق خبيثة من دولة حاقدة تجد في الصين عدوها الأول لتدمر ما وصلت إليه الصين لتبقى هي سيدة العالم الوحيدة. 

وقد سعت السلطة عبر الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية، لاتخاذ الإجراءات للتصدي لأي محاولة اختراق غاشمة لغزو كورونا للأراضي الفلسطينية، وبنت الدشم والحواجر الصحية ودعت لحالة الطوارئ تحسبًا منه ومن رفيق دربه فيروس (إسرائيل)، الذي هو في الأصل فيروس أخطر من كورونا على الشعب الفلسطيني والعالم الحر؛ فهو الذي شرد وحاصر وقمع وعذب الشعب الفلسطيني والذي لم يكتفِ بما سبب من مصائب لن ينساها التاريخ، والآن يسعى إلى ضم الأغوار كما ضم القدس والجولان.

فالمطلوب منا أن نتكاتف ونرص الصفوف في مقاومة أي فيروس وننصت مع الإشاعات ونسير في دربها فهي فيروسات من نوع آخر تمثل خطرًا على مصالح الشعوب؛ إذ تبث فيهم روح الهزيمة والخوف والرعب والهلع والتفكك وعدم المقدرة على الصمود والتحدي، ويجب أن نؤمن أن الله لم يخلق داء إلا خلق له الدواء، قال تعالى: "بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الديَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مفْعُولًا".

فعلينا الإعداد التام والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله في مكافحة فيرس كورونا وغيره بالنظافة التامة وعدم التهاون في التصدي له ولغيره من الفيروسات الخبيثة أمثال فيروس (إسرائيل) الذي فكك الأمة حتى أصبحت أمة متصهينة. واتباع هدى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقد كان يكثر من الاستعاذة بالله من (الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيئْ الْأَسْقَامِ). كما جاء في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالحجر الصحي في حالة انتشار أي وباء في أي منطقة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم به بأرض (يتكلم عن الطاعون) فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه".