قائمة الموقع

في "مستشفى العزل الميداني" برفح.. الصحة تواجه كورونا

2020-03-13T23:00:00+02:00

في داخل ساحة معبر رفح جنوب قطاع غزة، يسابق فيه نحو 20 عاملًا الزمن منذ سبعة أيام لوضع اللمسات الأخيرة على المستشفى الميداني المخصص لعزل أية حالات متوقع إصابتها فيروس "كورونا" (كوفيد 19).

ما أن تزور المكان، ترى عمالًا يمدون الأسلاك الكهربائية في غرفة مخصصة للعزل الصحي للمصابين، وآخرين يجهزون غرفة العناية المركزة، وعمال بناء يرصون الحجارة وكأنهم في سباق مع الزمن لتجهيز غرفة أخرى، وفريق طبي ينصب أوتاد خيمة وسط ساحة المشفى.

صحيفة "فلسطين" رافقت جولة ميدانية نظمتها وزارة الإعلام  (المكتب الإعلامي الحكومي) أمس لإطلاع الصحفيين على استعدادات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19).

قرب ساحة المشفى سرق العامل أحمد هنا دقائق من وقته وأعد كأس قهوة في غمرة العمل، وبينما هو واقف تحت أشعة الشمس في ساحة المشفى، يفرد وجهه بابتسامة عريضة، قطرات العرق من أثر العمل تبلل جبينه، قائلا: "منذ أسبوع نعمل بشكل متواصل بالكاد نستطيع النوم، لأن مدة المشروع أسبوع".

في الساحة كان رباح البيوك أحد متطوعي فريق "وطن الطبي" يرتدي القفازات والماسك (كمامة) ونظارة طبية، ورداء طبيًّا، يقومون بنصب خيمة طبية،  فيقول عن تطوعه بعد أن انتهى من نصب الخيمة رفقة زملائه: "تطوعت مع فريق وطن لإنشاء غرف محصنة مخصصة للحجر الصحي، خدمة لأبناء شعبنا، فدورنا هو إقامة نقاط طبية".

كان رئيس فريق "وطن الشبابي" أمجد أبو أحمد يوزع مهام فريقه داخل المشفى في نصب الخيام، وبينما هو كذلك يقول: "نساند وزارة الصحة للعمل على نصب العديد من الخيام داخل المستشفى، ففريقنا عمل بمسيرات العودة وتدرب بشكل كامل من قبل منظمة الصحة العالمية".

وأضاف: "رسالتنا أن الشباب الفلسطيني قادر على النهوض والمشاركة مع جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في الميدان".

حجر صحي

من هذا المكان ستمر إلى الأمام بعشرات الأمتار عبر بوابة إلى مستشفى "الحجر الصحي"، على اليسار توجد غرفة الأطباء والممرضين منها تتم المتابعة، يقول أحد الممرضين وقد فضل عدم الكشف عن اسمه: "نقوم بحجر أي مسافر لمدة 14 يوما من لحظة خروجه من الدول الموبوءة (إيران، إيطاليا، كوريا الجنوبية، الصين، اليابان، وهذا حجر صحي وليس عزلا، في حال لم تظهر عليه أي علامات: سعال، ارتفاع درجة الحرارة، الكحة، وكانت أموره مستقرة يتم إخراجه".

"نقوم بقياس درجة الحرارة ثلاث مرات يوميا، ونسمح له بالخروج مرة أو مرتين على باب غرفة الحجر، وحينما يكون هناك أكثر من حالة حجر يتم اخراجهم بأوقات مختلفة للساحة" بهذا اختصر جدول الرعاية هنا.

بعد غرفة الأطباء، تدخل عبر ممر لمبنى متكامل يشبه شكل أبنية المدارس، مكون من كرفانات بيضاء من طابقين  متجاورة على شكل مربع ناقص ضلع ، مجهزة من الخارج بشكل متناسق يعكس شكلا مميزا.

من الداخل تجهز الغرفة الخاصة بالحجر بسرير ومدفأة ومروحة ومياه ساخنة وكهرباء وانترنت على مدار الوقت وتقدم لهم ثلاث وجبات يوميا، تحت رعاية واشراف كادر طبي.

"خدمات مميزة "

في الساحة الخلفية للمبنى، يقترب "م. م" من انهاء فترة الحجر الصحي، بعد عودته من كوريا الجنوبية، يجلس على كرسي بلاستيكي الشاب مفتول العضلات تحت أشعة الشمس بعد أن انهى جولة تمارين رياضية يومية بأدوات رفع أثقال لليدين والصدر كانت تتواجد بقربه، خلال المدة المسموح له الخروج فيها للساحة.

الشاب الذي يرتدي النظارات السوداء والملامح "القمحية" بدا سعيدا وهو يجلس بين الورود الصفراء حوله، قائلا وهو على ذات الجلسة عن بعد عشرات الأمتار التي فصلتنا عنه: "الخدمات هنا ممتازة، شبكة الانترنت قوية مكنتني من ادارة شركتي (تجارة سيارات) عبر الانترنت، والتواصل مع أهلي، والممرضين يقومون على رعايتي واحضار وجباتي".

"سأغادر بعد يومين لأنه لم تظهر علي أعراض، كما أنني أجريت فحوصات كاملة بكوريا قبل القدوم إلى غزة لزيارة عائلتي التي لم أرها منذ 15 عاما وكانت سليمة والآن الفحوصات سليمة"، قالها وبدا متفهما لإجراءات الوزارة.

إجراء أساسي

يشرح نائب مدير عام الرعاية الأولية بوزارة الصحة د. مجدي ضهير إجراءات الوزارة بالحجر قائلا: "إن الحجر الصحي إجراء أساسي نعمل به لمنع دخول أية حالة قد تكون مصابة بفيروس كورونا إلى داخل غزة، يسبقه مسح شامل لكل العائدين عبر بوابة معبر رفح من خلال كاميرا حرارية تقيس حرارة كل العائدين بدون استثناء من أمام بوابة المعبر.

وقال ضهير لـ "فلسطين": "نقوم بحجر كل القادمين من الدول الموبوءة لضمان عدم دخول أي شخص حامل الفيروس لغزة"، مبينا أن مكان الحجر يحتوي على 54 غرفة مجهزة بكامل خدماتها الفندقية يقوم على رعايتها طاقم طبي مدرب.

ولفت إلى أن الوزارة تقوم بتجهيز مستشفى ميداني داخل المعبر الهدف من إقامته عزل أي حالة تظهر عليها أعراض الإصابة، يتوقع افتتاحه قريبا، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بحجر 7 أشخاص ستة منهم غادروا المكان والسابع سيغادر بعد يومين.

 

اخبار ذات صلة