قائمة الموقع

الأم العاملة.. عوضي أطفالك بالاستماع والتفاعل

2020-03-13T16:54:00+02:00
فلسطين أون لاين

"أمي، لا تذهبي إلى العمل اليوم" كلمات تُغرس كأنها "خنجر" في قلب كثير من الأمهات الموظفات، اللواتي يذهبن يوميًّا إلى العمل مضطرات إلى ترك أطفالهن، معاناة يومية تشعر بها الأم دون أن تعرف كيف يمكن أن تعوض أطفالها عن غيابها المتكرر بسبب عملها.

إيمان طافش (30 عامًا) من مدينة غزة أم لثلاثة أطفال، تعمل في إحدى الشركات الخاصة، تخرج من بيتها من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، ليذهب معظم النهار دون أن ترى أبناءها.

تقول في حديث مع صحيفة "فلسطين": "كل يوم أعاني وأنا أرى نظرات أبنائي وهي تراقبني حتى خروجي من المنزل، وأعينهم تقول لي: "لا تذهبي"، وأنا أودعهم بقبلات ووعود مستمرة بشراء ألعاب وحاجيات لهم".

وتضيف إيمان: "هذه المشكلة يومية ومستمرة، لكني لم آلف تركهم كل يوم، ورغم أنهم كبروا لا يزالون يصرون على الطلب نفسه: (لا تذهبي اليوم إلى العمل) أو (خذيني معك)".

كذلك سوسن عاصي؛ فهي موظفة وتعمل مدرسة، ولكنها حاولت السيطرة على مشاعر الندم التي تسيطر عليها عند ترك أطفالها، والتوضيح لهم منذ الصغر أن خروجها من المنزل لمصلحتهم.

تبين عاصي لصحيفة "فلسطين" أن خروج الأم للعمل وترك أطفالها ليس بالأمر السهل عليها ولا على أطفالها، ولكن يجب أن يفهم الأطفال أن خروج أمهم للعمل سيسهل عليهم حياتهم في كثير من الأمور.

وتشير إلى أن أطفالها يستوعبون أحيانًا المسوغات التي تسردها عليهم، ولكن يبقى الاشتياق لها هو الغالب، لذلك تحاول تعويضه عند عودتها إلى المنزل بقضاء وقت مميز معهم والاستماع لهم.

في السياق يؤكد الاختصاصي النفسي والاجتماعي د. درداح الشاعر أن غياب الأم ساعات طويلة بسبب عملها عن أطفالها يجعلهم يشعرون بالحرمان من عاطفة الحب والأمومة، على حساب توفير متطلبات أخرى لهم.

ويقول الشاعر لصحيفة "فلسطين": "الأم العاملة يمكن أن تُحدث نوعًا من التوازن في العلاقة بينها وبين أطفالها، بالبقاء على تواصل معهم على مدار ساعات غيابها، بالاتصال على الهواتف النقالة المتوافرة معهم".

ويضيف: "بمجرد دخول الأم إلى البيت يجب ألا تنشغل بأمور البيت مباشرة، بل تحاول تعويض المدة الزمنية التي غابتها عن الأطفال باحتضانهم والاستماع ليومياتهم، وكل صغيرة وكبيرة تخصهم".

ويبين أن على الأم أن تستفيد من أوقات انشغالها في أعمال المطبخ بالاستماع لأبنائها وما حصل معهم، مؤكدًا أهمية التجاوب والانتباه لما يقوله الطفل حتى لا يشعر بعدم مبالاة الأم أو عدم اهتمامها بما يقول.

ويذكر الشاعر أن الأم العاملة عليها ألا تعتزل الوظيفة التربوية والأخلاقية نحو أطفالها، خاصة أنها كذلك مستفيدة من هذه المشاعر التي يمنحها إياها أطفالها، إذ تزيد من مستوى السعادة لديها ولديهم.

وينبه إلى ضرورة مشاركة الأم أطفالها في نهاية كل أسبوع في بعض النشاطات داخل المنزل أو خارجه، بالقيام بأنشطة رياضية أو زيارات اجتماعية، مشددًا على أن الوقت الذي تقضيه مع أبنائها سيقوي العلاقة بينهما، ويعوض جزءًا من ساعات غيابها عنهم.

دراسة دولية

وقد خلصت دراسة أعدها قسم إدارة الأعمال في جامعة هارفرد عام 2015م، وشملت 24 بلدًا، منها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، أن بنات الأمهات العاملات هن أكثر نجاحًا في أعمالهن من قريناتهن اللواتي لا تعمل أمهاتهن، ويجنين مالًا أكثر وينلن مراكز قيادية.

وخلصت الدراسة إلى أن البالغين من الرجال الذين أتوا من بيوت فيها أمهات عاملات يمضون سبع ساعات ونصف ساعة في الأسبوع في رعاية أبنائهم، ويساعدون أكثر في الأعمال المنزلية، وأغلبهم يفضلون أن تعمل زوجاتهم.

أما الآباء الذين اقتصر عمل أمهاتهم على التدبير المنزلي أكثر ذكورية، ويرفضون مساعدة زوجاتهم في الأعمال المنزلية؛ وفق الدراسة.

اخبار ذات صلة