قائمة الموقع

انتشار مرض كورونا دروس وعبر

2020-03-12T11:38:00+02:00

مع الانتشار الواسع لفيروس كورونا في كل أنحاء العالم، والذعر الذي أصاب الملايين منه، كان للإسلام موقف آخر ومنهج في التعامل معه، وكان على المسلمين أن يتبينوا حكمة الله من انتشار مثل هذه الأمراض، والنظر إليه نظرة مختلفة عما هو سائد اليوم بخصوصه.

 

الخطيب والداعية الإسلامي د. يوسف فرحات أوضح أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بإرادة الله وقدره سبحانه وتعالى حيث أن الذي يحصل ويبدو في ظاهره ضرو شر ربما يكون فيه خير لقول الله:" عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

 

وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" فيما يتعلق بفيروس كورونا هو من خلق الله ووقع بإرادته سبحانه وتعالى فهو رب الكون ولا يقع شيء إلا بكونه وإرادته حتى الذي يكرهه الإنسان يقع بإرادة الله، وهذا الفيروس أو المرض الذي لا يُرى بالعين المجردة هو يتحدى إرادة الإنسان وغطرسته وغروره".

 

وأضاف فرحات:" إن الإنسان في لحظة من اللحظات مع علو مرتبته في العلم والاختراعات التي وصل إليها يركبه الغرور، فيأتي هذه الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة كجندي من جنود الله تعالى ليكسر غرور الإنسان ويقول الله له انت ضعيف أمام قوه الله وعظمته".

 

وبين أن على المؤمن أمام هذه الحالة والمرض الذي أرعب العالم أن يدركوا الحكمة الإلهية منها وهي أن يعودوا إلى الله تعالى ويلتجؤوا إليه، منبهًا إلى أن الإنسان لو عاش في هذه الدنيا دون مصائب أو ابتلاءات فسيكون أكثر بعدًا عن الله.

 

وأكد فرحات أن الإنسان يعيش في هذا العالم المليء بالمصائب والابتلاءات ولا يزال يعيش حالة من الغرور، فتأتي المصائب لتهذب من أخلاقه وتهدئ من غروره ويتذكر ضعفه وحاجته لله سبحانه وتعالى.

 

وأشار إلى أن الله يصيب الناس بالضراء كثيرًا لعلهم يرجعون إليه وهذه حكمة من الحكم الجليلة التي يريدها الله تعالى، كما أن الله يبتلي المؤمنين بهذا البلاء ليكون كفارة له عن ذنوبه، فهناك بعض الناس يعجل الله لهم العقوبة في الدنيا بأن يبتليهم بالأمراض والمصائب ليكون كفارة لهم.

 

وأردف فرحات: "إن إصابة المؤمن بالابتلاء في الدنيا أفضل من أن يصاب به في الآخرة، حيث قال رسول الله: "لا يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"، وفي حديث آخر: "إذا أراد الله بعبده خيرًا عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة".

 

ولفت إلى حديث آخر لرسول الله: "ما يصيب المسلم من نَصب، ولا وَصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه، مؤكدًا أن هذه المصائب تقع بإرادة الله وتكون فيها الخير للإنسان وتكون كفارة له في الدنيا قبل الآخرة.

 

وأوضح فرحات أن هذه الابتلاءات والمصائب هي عبارة عن مواقيت من الخطر تدق فوق رأس الإنسان لتنبه أنه في دائرة القدرة الإلهية وعليه أن يتذكر ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى أن الابتلاءات تكون علامة رضا من الله على الإنسان ليغفر ذنبه في الدنيا.

 

وكان مع نهاية العام الماضي بدأ انتشار مرض فيروس كورنا في إحدى المحافظات الصينية لينقل إلى دول العالم وينتشر بشكل أخاف الملايين وتسبب بوفاة ما لا يقل عن 4 آلاف حالة حول العالم.

اخبار ذات صلة