فلسطين أون لاين

عن كورونا العنصريّة

عندما يصف وزير خارجية الاحتلال كاتس السياسيين العرب في (إسرائيل) بأنهم "إرهابيون يرتدون بزات"، إنما يدل على مدى العنصرية التي يتحلى بها هذا الكيان الذي يدعي الديمقراطية والمساواة وإلى غير ذلك لتضليل الرأي وتبييض صفحته السوداء المليئة بالمجازر من نشأته إلى يومنا هذا.

تصريحات كاتس الرامية للعنصرية لم تكن الأولى، بل مثل هذه التصريحات سمعناها خلال السنوات الأخيرة من سياسيين ومثقفين وإعلاميين وأكاديميين؛ تجاه العرب عامة، و الفلسطينيين خاصة، والتي تعكس حقيقة وطبيعة المشاعر والنظرة العنصرية تجاه العرب.

كما أن تعاليم الهالاخاهالتي تدعو إليها الشريعة اليهودية وتعاليمها، والتي تعني التمييز بين اليهودي وغير اليهودي في كل مجالات الحياة، وهو الأمر الذي يتجلى في أخطر صوره من خلال احترام حياة الأول مقابل الاستخفاف بحياة الثاني.

ايضا ما ورد في كتيب صادر عن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، كتبه الحاخام الرئيس في هذه القيادة يقول: “عندما تلتقي قواتنا بمدنيين خلال الحرب أو خلال ملاحقة ساخنة أو غزو، ولم يكن مؤكداً أن أولئك المدنيين غير قادرين على إيذاء قواتنا، فوفق أحكام الهالاخاه، يمكن، لا بل يجب قتلهموالثقة بعربي غير جائزة في أي ظرف…”.

هذه العنصرية لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج الكره والحقد الذي يصدر عن اشخاص في اعلى الهرم السياسي، حيث يتم نشره عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف التحريض على الكراهية اليهودية للعرب، فقد سلط فيلم وثائقي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية "8"، الأضواء على تعاظم مظاهر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي تجاه العرب. ويرى عدد من الخبراء الذين تمت محاورتهم في الوثائقي، وعنوانه "كراهية حتى الموت"، أن شعار "الموت للعرب" الذي كان يردده أشخاص محسوبون على جماعات يهودية هامشية بات "مركباً رئيساً في الجدل العام اليهودي.

وعرض الوثائقي مقابلات مع يهود، يستدل منها أنّ المواقف العنصرية جعلت هؤلاء لا يفرّقون بين "الفلسطيني" و"العربي" والمسلمفقد قال أحدهم: "أتمنى أن يقتل أمام ناظري عشرات الآلاف، بل ومئات الآلاف من العرب، فقطرة دم يهودية تفوق دماء كل المسلمين في العالم، أنا عندما أسأل الناس في الشارع: هل هناك شيء اسمه فلسطيني، تكون الإجابة: لا، فأشعر بارتياح كبير، فهذا في نظري إنجاز".

ولفت الوثائقي إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في توفير بيئة حاضنة للمواقف العنصرية تجاه العرب، حيث أشار إلى أن منشوراً عنصرياً ضد العرب ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي العبرية كل ثانيتين".

ورصد الوثائقي دور كبار الساسة اليهود في دفع اليهود لتبني مواقف عنصرية تجاه العرب.

لكن الوثائقي يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الذي أسهم أكثر من أي سياسي آخر في تكريس الكراهية تجاه العرب ودفع رجل الشارع اليهودي إلى تبني مواقف عنصرية مع العرب، إذ تمت الإشارة إلى أن نتنياهو لا يتردد حاليا في التعاون مع حركة "المنعة اليهودية"، التي يقودها إيتمار بن غفير، وتجاهر بدعم فكرة "تفوق اليهودي الجيني على العرب" وتنادي بطرد الفلسطينيين سواء من الضفة والقدس أو من داخل (إسرائيل).

ويرى الباحث أوري رفيسكي الذي تحدّث في الوثائقي أن هناك حاجة ماسة تدفع (إسرائيل) كدولة إلى تعزيز نمط الجدل العنصري تجاه العرب؛ وقال: "شيطنة العربي وتأجيج الكراهية ضده أمر مهم وحيوي يساعد على تجنيد المجتمع الإسرائيلي في إطار الجهد الحربي".