مع بدء عودة المعتمرين الفلسطينيين من السعودية، اتخذت وزارة الصحة في غزة عدداً من الإجراءات التي من شأنها أن تساهم في كشف المرض أو منع انتشاره في حال الإصابة به، مع تحذيرات للمعتمرين من مخالفتها.
ولكن في حال مخالفة المعتمرين لهذه التوجيهات فما هو موقف الشرع من هذه المخالفات والتي يمكن أن تتسبب في انتشار المرض في حال إصابتهم به.
أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية في غزة، د. ماهر السوسي يؤكد أن الأصل في هذا الموضوع هو الالتزام بقرار وتعليمات وزارة الصحة، وأي مخالف لها هو "عاص" لله سبحانه وتعالى.
ويقول في حديث لـ"فلسطين" :" إن مخالفة هذه التعليمات فيها خطر على كل المحيطين بالمعتمرين القادمين من السعودية، حيث إن فيروس كورونا ينتقل بطريقة سريعة وقطاع غزة له خصوصية خاصة بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير فيه وهو ما يمكن أن يساهم في انتشار المرض".
ويضيف السوسي:" والأصل أن كل إنسان يأخذ أقصى إجراءات الحيطة والحذر فلا يجوز للمعتمر أن يخالط غيره من الناس حتى المدة المعلنة من وزارة الصحة، كما أن الأمر يتعلق أيضاً بالجمهور فأي إنسان يخالف هذا الأمر هو عاص لله".
ويبين أن القاعدة الفقهية "درء المفاسد أولى من جلب المصالح" وفيروس كورونا مفسدة يجب درؤها من خلال الابتعاد عن الإصابة بفيروس كورونا، لافتاً إلى أنه مهما كانت المصلحة من التسليم على المعتمرين وتهنئتهم فهي ليست مصلحة مقارنة بالضرر الذي يمكن أن يحدث.
ويردف السوسي:" كما أن القاعدة الفقهية الثانية "لا ضرر ولا ضرار" فلا يجوز لأي أحد من الناس أن يزور المعتمرين قبل مرور فترة الحجر المنزلي، وأي استهانة بهذا الأمر فيه معصية لله تعالي".
ويشدد على أنه لا يجوز لأحد أن يستهين بتعليمات وزارة الصحة بل على الجميع اتباع كل وسائل الحيطة وكل التعليمات التي تصدر عن الجهات المختصة سواء من وزارة الصحة، أو الداخلية أو أي وزارة, لأن المقصد منها هو حماية الجمهور الفلسطيني من عدم تفشي المرض.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أصدرت بياناً تدعو فيه المعتمرين العائدين إلى القطاع للالتزام بالحجر المنزلي الاحترازي لمدة أربعة عشر يوماً وأن من يخالف سيقع تحت طائلة المسؤولية.
كما دعت "الصحة" كل المواطنين لإفساح المجال أمام المعتمرين؛ لتنفيذ إجراءات السلامة خلال فترة الحجر المنزلي، والامتناع عن المخالطة والتهنئة المباشرة، حفاظاً على صحة الجميع، مع التأكيد على ضرورة اتباع التعليمات الوقائية والسلامة الشخصية خلال فترة الحجر المنزلي.
وشددت الوزارة على ضرورة التجاوب والتعاطي الإيجابي مع كل الإجراءات التي تعلن عنها الوزارة ومن بينها التزام العائدين إلى غزة وخاصة المعتمرين بالحجر المنزلي مدة (14) يوماً من عودتهم، داعية كبار السن وذوي المناعة الضعيفة للتقليل من الحركة والالتزام بطرق الوقاية السليمة، إضافة إلى عدم المصافحة بالتقبيل والعناق وعدم استخدام الأغراض الشخصية لشخص آخر.