في أرضها المحاذية للسياج الاحتلالي الفاصل شرق بلدة خزاعة في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، اختارت الحاجة الستينية صبحة قديح زراعة محصول جديد مختلف عما اعتادت زراعته بمساعدة زوجها على مدار السنوات التي مضت من حياتها.
محصول البروكلي الجديد على القطاع وعلى المزارعين أيضًا كان أحد المحاصيل التي لم تمانع الحاجة صبحة من زراعتها، وتناولها قبل الجميع، حتى باتت تنصح الجميع بتناوله لفوائده الغذائية.
"زراعة البروكلي لا تختلف عن زراعة المحاصيل الأخرى، بل هو من أسهل أنواع الخضراوات التي زرعتها على مدار السنوات الماضية؛ فهو لا يحتاج إلى جهد كبير ولا إلى أسمدة أو مبيدات حشرية" تقول قديح.
وتضيف في حديثها مع صحيفة "فلسطين": "إن العمل في الزراعة ممتع، خاصة عندما تجرب محاصيل جديدة، وهذا ما حصل مع البروكلي الذي بدأنا زراعته تجربة على مساحة دونم واحد فقط".
وتشير قديح إلى أن عدم معرفة المستهلكين والناس بهذا المنتج الزراعي كان سببًا في قلة الإقبال عليه، ولكن مع توافر عرضه في محال الخضراوات بدأ الناس السؤال عنه والتعرف إليه.
وتنبه إلى أنهم الآن يزرعون البروكلي للعام الثاني على التوالي، وقد زادوا من المساحة المزروعة به، لافتةً إلى أن كثيرًا من المواطنين يبدون رغبة جامحة في الحصول عليه.
وتذكر قديح أن هذا المحصول يُزرع دون إضافة أي أسمدة أو مبيدات حشرية، وهذا يزيد من جودته ويجعله صحيًّا ويزيد من قيمته الغذائية.
وتؤكد قديح أن زراعة المنتجات دون مبيدات حشرية توجه جديد لديها ولدى أبنائها، خاصة مع نجاح التجارب الزراعية في هذا المجال، لافتةً إلى أنه قد يرتفع سعر المنتج نظرًا إلى تكاليف الزراعة دون مبيدات، لكن كثيرًا من المستهلكين يرغبون بالحصول على منتجات آمنة على صحتهم وصحة عائلاتهم.
لكنها تتابع: "صحيح أن المحصول جديد على الساحة المحلية في قطاع غزة، لكن الأسعار الخاصة به جيدة ومناسبة على صعيد المزارع والمستهلك، فسعر الكيلوجرام منه خلال فصل الشتاء يكون بحدود ستة شواقل، أما في فصل الصيف فيرتفع إلى 15 شيقلًا للكيلوجرام".
والبروكلي هو نبات من مجموعة الكرنب، وهو غذاء غني بالعديد من المواد المضادة للأكسدة، التي من أهم فوائدها توفير الحماية للخلايا من التلف، وأيضًا المساعدة على الحماية من السرطان، كما يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات الأساسية والمعادن.
وقد أطلق عليه الغذاء الخارق بفضل ما يحمله من قيمة غذائية عالية وسعرات حرارية قليلة أضافت إليه فوائد عظيمة تعود على الجسم، ما جعل المختصين يدعون إلى دمجه في النظام الغذائي الصحي.
والبروكلي من أفضل 20 من الأطعمة تبعًا لمؤشر (أندي)، الذي يقيس كثافة محتوى المادة بالمغذيات من فيتامينات ومعادن وغيرها من قيم غذائية.
