شارك العشرات من طلبة المدارس برفقة مسؤولين ومختصين ومؤسسات مهتمة في شأن الأسرى، في وقفة تضامنية مع الأسير إياد الجرجاوي، والذي أعلن عن إصابته بورم في الدماغ مؤخرا داخل سجون الاحتلال.
ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها وزارة الأسرى، أمس، بمدينة غزة، صورًا للأسير الجرجاوي، ولافتات كتب على عدد منها "انقذوا إياد"، "الاحتلال يزرع السرطان في أجساد الأسرى"، و"جائعون للحرية".
والأسير الجرجاوي من مدينة خان يونس جنوب القطاع يقبع في سجن "جلبوع" حيث اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 13-6-2011، وحكم عليه بالسجن 9 سنوات شارفت على الانتهاء، إلا أن حالته الصحية تعرضت لانتكاسه مؤخرا، أعلن في طورها الاحتلال إصابته بمرض السرطان في رأسه.
وأشار أيمن الجرجاوي شقيق الأسير "إياد"، في كلمة له، إلى أن شقيقه وقبل أسره تعرض لإصابتين واحدة في فخده الأيمن، عام 2000، وأخرى في بطنه عام 2004، جرى على إثرها لاحقا تحويله لمستشفيات الداخل للعلاج وتم اعتقاله أثناء عودته عبر معبر بيت حانون "إيريز" شمال القطاع.
وأضاف الجرجاوي أن شقيقه ومنذ اليوم الأول لاعتقاله وهو يعيش في ظروف صحية قاسية وصعبة، اختتمت باكتشاف ورم أسفل رأسه، ولم يتلقَّ سوى أقراص مسكنات الألم، مشيرا إلى أن شقيقه يعاني الآن من صداع مؤلم وآلام في الرقبة، وبدأت تتغير ملامح وجهه.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة الموت البطيء بحق أخيه، ودون اكتراث لحياته، مطالبا المؤسسات الحقوقية بالضغط على الجانب الإسرائيلي، لتحويل شقيقه للمستشفى فورا.
وطالب المؤسسات الدولية بالعمل بجدية للإفراج عن شقيقه، والذي لم يتبق من محكوميته سوى أقل من 100 يوم.
وفي كلمة وزارة الأسرى، قال أشرف حسين، معلقا على وضع الأسير الجرجاوي :" نقف أمام حالة جديدة من حالات الاهمال الطبي التي تمارسها ادارة سجون الاحتلال تجاه الأسرى"، مضيفا "الأسير الجرجاوي الذي شهدت صحته تدهورا خطيرا، ضحية جديدة وشاهد آخر على هذا الواقع المأسوي للأسرى المرضى".
وأكد حسين أن سياسة الاهمال الطبي لا زالت أكثر الأساليب التي تنتهجها حكومة الاحتلال، وقد أدت لزيادة أعداد الأسرى المرضى في السنوات القليلة الماضية لأكثر من 700 أسير، منهم 200 من أمراض مزمنة، و10 بالسرطان، فيما يقيم 14 أسيرا بشكل دائم في مشفى سجن الرملة.
وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة للوضع الصحي الذي وصل إليه الأسير الجرجاوي، مطالبا في السياق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بضرورة إدخال اطباء لتشخيص الأسير، ومتابعة وضعه الصحي ووضع حد لسياسة الاهمال الطبي بشكل عام.
بدوره، أكد عضو جمعية مهجة القدس، تامر الزعنون، أن ادارة سجون الاحتلال تتعامل مع الأسرى جميعهم كمجرمين، وتمارس بحق المرضى منهم سياسة الإهمال الطبي، كنوع من أنواع العقاب المتعمد والمقصود.
وحذر الزعنون من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى المرضى، وللأسير الجرجاوي بشكل خاص، داعيًا الجهات الحقوقية للتدخل بشكل عاجل لعلاجه والافراج عنه.