منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتصفية القضية الفلسطينية في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي اتخذت حركة حماس إلى جانب الفصائل الفلسطينية موقف رافض لها، كونها تشطب الوجود الفلسطيني وترحيله عن أرضه.
وأمام المواقف التي تقودها حماس لإسقاط صفقة "ترامب نتنياهو" التصفوية، حاولت الولايات المتحدة إجراء لقاءات سرية مع الحركة لإجراء نقاشات حولها، وهو ما رفضته الحركة، وفق ما كشف رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.
وقال هنية في مقابلة مع قناة "الميادين" الفضائية، أول من أمس: "رفضنا أن يكون بيننا وبين الإدارة الأمريكية أي لقاءات سرية؛ لقناعة الحركة بأن هذه اللقاءات سوف تستثمر لصالح رواية تريد أن تمررها الإدارة الأمريكية".
وتتضمن صفقة "ترامب نتنياهو"، إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من شرقي القدس المحتلة، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لـ(إسرائيل).
ليست جديدة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن المحاولات الأمريكية للتواصل مع حماس ليست جديدة، إذ سبق وتحدث عضو المكتب السياسي للحركة د. موسى أبو مرزوق عن وجود مساعٍ من الولايات المتحدة للتواصل مع حركته وهو ما تم رفضه.
وقال الصواف في حديثه لـ"فلسطين": لو أرادت الولايات المتحدة الأمريكية التواصل مع حماس يجب عليها إجراء خطوات عملية عدة قبل التحدث، حيث إن واشنطن تضع الحركة على "قائمة الإرهاب"، فكيف يمكن إجراء حوار بين الجانبين، وأمريكا تصنف حركة حماس أنها إرهابية.
وبين أن المحاولات الأمريكية للتواصل مع حماس هدفها شق الصف الفلسطيني خاصة مع حركة "فتح"، ومحاولة إيجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية للقبول بـ"صفقة ترامب التصفوية".
وأضاف أن الولايات المتحدة تدرك تماماً أن غياب الطرف الفلسطيني لن يمكنها من تمرير صفقتها التصفوية، ويشكل عقبة أمامها، لذا اتجهت لمحاولات التواصل مع حماس، التي رفضت بدورها إجراء أي نقاشات.
وأشار الصواف إلى أن الجولة الخارجية التي يجريها هنية التي كانت آخر محطاتها روسيا، تدلل على القوة الدبلوماسية والسياسية التي تتمتع بها حماس.
وكان هنية بدأ في كانون الأول/ ديسمبر الماضي جولة خارجية، شملت زيارة مصر، وتركيا، وقطر، وإيران، وسلطنة عمان، وماليزيا، وتعد الأولى منذ ترؤسه المكتب السياسي لحركة حماس في مايو/ أيار 2017.
من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب، أن المحاولات الأمريكية للاتصال بحماس تأتي ضمن سعيها لإيجاد ثغرة واختراق بالموقف الفلسطيني الرافض لصفقة "ترامب نتنياهو"، ولكن الحركة كانت واعية وعلى دراية بتلك المحاولات.
ويقول حبيب في حديثه لـ"فلسطين: "إن محاولات الاتصال بحماس تهدف لتحقيق اختراق، كونها تريد أطرافا فلسطينية لتجري معها مشاورات للتغطية على مساعي ترامب في تنفيذ الصفقة".
وبين أن حماس من خلال رفضها التواصل مع الولايات المتحدة فوتت الفرصة على إدارة ترامب التي كانت تراهن على أن الانقسام السياسي الفلسطيني يسهل عليها تنفيذ الصفقة.