أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أن "روسيا" تعارض صفقة (ترامب نتنياهو) التصفوية ولا تؤيد الرؤية الأمريكية الواردة فيها لحل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال -خلال لقاء مع وسائل الإعلام والمحلية العالمية في العاصمة الروسية موسكو -:" تناولنا خلال لقاءاتنا الثنائية مع الروس مخاطر الصفقة على الصعيدين الوطني والإقليمي في ظل رفض شعبنا المطلق لها بما فيه السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل".
وأضاف:" الرفض يأتي لكونها تضرب ثوابت القضية الفلسطينية واولها القدس بالحديث عنها كعاصمة موحدة للاحتلال وثانيها الأرض بمنحها الحق لـ(إسرائيل) بضم 30% من الضفة والاغوار، وثالثها "شرعنة الاستيطان" الذي يمثل الغول الذي يلتهم أرضنا في الضفة".
وتابع:" أما الثابت الرابع الذي تخل به الصفقة فهو حق العودة الذي تشطبه بالطلب من دول المنطقة توطين اللاجئين الفلسطينيين فيها وحرمانهم من حق العودة الى ديارهم التي هجروا منها".
أما البند الخامس فيتمثل بتكريس "يهودية الدولة" بحيث أن منطقة المثلث العربي "التي يسكنها قرابة 300 الف مواطن فلسطيني" سيتم اقتطاعهم ونقلهم للمناطق السلطة المعزولة التي لا تمثل وحدة جغرافية او سياسية واحدة .
وبين أن الرفض الفلسطيني للصفقة وللتعاطي مع أي شيء منها تبناه وزراء الخارجية العرب ومنظمة "التعاون الاسلامي " والاتحاد الإفريقي فيما تحفظت والكثير من دول الاتحاد الأوروبي عليها.
وقال:" روسيا في تطابق كامل مع موقفنا الفلسطيني والعربي والاسلامي في رفضها للصفقة التي تتجاوز الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة و"الرباعية العربية" (روسيا أحد مؤسسيها) ، والمبادرة العربية في بيروت عام 2002م".
وأضاف:" الصفقة ضربت بعرض الحائط كل الابعاد السابقة لتكرس أمريكا تكرس انحيازها المطلق للاحتلال والاستيطان وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الاستقلال وتقرير المصير والعودة إلى وطنه وأرضه".
فيما كان الملف الثاني الذي بحثه وفد "حماس" مع القيادة الروسية هو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، فقال هنية:" الروس لديهم رغبة حقيقية واستعداد عالي لمساعدتنا بتجاوز الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ".
وأضاف:" وفد حماس كان واضحاً في هذا الاتجاه فحجن نرى بأن الوحدة ضرورة وطنية وخيار استراتيجي وهي في هذه المرحلة أكثر ضرورة وإلحاحاً ليتسنى لنا كموحدين ليس فقط للتصدي للصفقة بل إفشالها".
وتابع:" أكدنا أننا لسنا بحاجة لاتفاقيات جديدة بل مطلوب منا تنفيذ القديمة منها ، فنحن نمتلك مخزوناً ممتازاً يتمثل في وثيقة الأسرى عام 2006 م (المكونة من 18 بنداً) و اتفاق 2011 بالقاهرة (الذي تضمن خمس ملفات رئيسة هي : الحكومة والمنظمة والانتخابات والأمن والحريات العامة".
ومضى بالقول:" وهناك اتفاقية عام 2014 في الشاطئ التي بموجبها تنازلنا عن تشكيل الحكومة لصالح حكومة وحدة وطنية برئاسة رامي الحمد الله، واتفاقيتي ْ القاهرة وبيروت في 2017 م ، وليس آخرها اللقاء الذي جمع الفصائل في موسكو ولم نتمكن لسبب أو لآخر من إصدار بيان مشترك".
وأكد أن خارطة الطريق والهيكل العام للمصالحة موجودان ، وعلى الفصائل البحث في الآليات والخيارات العملية للخروج من حالة الجمود.
وقال:" عرضنا أربع خيارات عملية لذلك يتمثل الأول في إجراء الانتخابات العامة للرئاسة والتشريعي وصولاً لانتخابات المجلس الوطني، فالسلطة تربط ذلك بموافقة (إسرائيل) على إجرائها بالقدس بينما نرى أنه يجب أن يصدر المرسوم ويفرضه كأمر واقع ليخوض بعدها الكل الفلسطيني معركة وطنية ضد الاحتلال لإلزامه بإجراء الانتخابات بالقدس".
ويتمثل الخيار الثاني في تشكيل حكومة وحدة وطنية في غزة والضفة بثلاث مهام هي : توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة وإجراء الانتخابات وإنهاء الحصار على غزة، وفق هنية.
وقال : يتمثل الخيار الثالث في جمع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية"، مضيفاً:" فيما يتمثل الخيار الرابع في عقد المجلس الوطني في بيروت مثلاً ليتسنى للجميع المشاركة حيث يمكن أن يتم تشكيل لجنة تنفيذية تشكل القيادة الوطنية الموحدة والجامعة لشعبنا".
وأكد أن روسيا تتبنى أي خيار يتبناه الفلسطينيون بما يحقق المصالحة ، وهي تجري اتصالات مع "فتح" ومصر باعتبارها الدولة المحورية في متابعة ملف المصالحة لهذا الهدف.
وبين أن وفد "حماس" ناقش العلاقات الثنائية بين شعبنا وروسيا بشكل عام وحماس وروسيا بشكل خاص ، قائلاً:" أحد أهداف زيارتنا لموسكو هو تأكيد المحافظة وتعزيز أواصر العلاقة بيننا وبين روسيا التي تتبنى في مواقفها السياسية والإعلامية الحقوق الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية".
وأضاف:" ناقشنا سبل تطوير العلاقات الثنائية لكون "حماس" حركة تحتل مكانها في مشروع المقاومة ضد الاحتلال وفازت في الانتخابات التشريعية في 2006 حيث شكلت الحكومة العاشرة، ثم شكلت حكومة الوحدة الوطنية إثر اتفاق مكة ما أكسبها شرعية ثورية وسياسية وديمقراطية".
وتابع:" أكدنا ضرورة تعزيز العلاقة ليس على قاعدة البديل بل على قاعدة علاقات روسية متوازية مع كافة الفصائل الفلسطينية".
وأشار إلى أن الوفد تطرق للواقع المأساوي في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ 13 عاماً براً وبحراً وجواً وتخلل هذه السنوات ثلاث حروب مع عدة معارك صغيرة ، قائلاً:" ناقشنا إمكانية دعم روسيا لعدد من المشاريع الإنسانية لتخدم غزة وأهلنا في مخيمات اللجوء والشتات خاصة في لبنان الذي زاد واقعهم الإنساني سوءاً لسوء الأوضاع الاقتصادية اللبنانية".
وتابع:" ناقشنا ما يمكن أن تقدمه روسيا اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا من سوريا حيث يعيش شعبنا هجرة وراء هجرة بسبب تطورات المنطقة ".
ولفت إلى أن وفد الحركة ناقش مع الروس التطورات الجارية في المنطقة حيث أن خطر الصفقة يتعدى الحالة الفلسطينية للإقليم والمنطقة من حولنا لان امريكا تريد فرض المزيد من هيمنتها عليها.
وقال :" تلك المخاطر تتمثل في الضغط أولاً على الدول المضيفة لتوطين اللاجئين فيها، وثانياً التطبيع بين (إسرائيل) ودول عربية دون الالتفات للحق الفلسطيني ، وثالثاً أن تتبنى دول المنطقة تغطية الاحتياجات الاقتصادية والمالية لتنفيذ الصفقة، ورابعاً تغيير مصفوفة الأعداء في المنطقة لتكون (إسرائيل) جزء من تحالفات جديدة ليتحول الصراع بينها وبينهم لصراع مع ايران".
وعبر عن اعتقاده بأن تخفيض حدة التوتر في المنطقة وانهاء أي امكانية لأي اشتباك مسلح مع دول حليفة في المنطقة في غاية الأهمية ، قائلاً:" نراقب اللقاء بين الرئيسيْن الروسي والتركي ونأمل أن ينجح في احتواء التصعيد في الشمال السوري والعودة للغة الحوار والمفاوضات ".
وأضاف:" أي صدام روسي -إيراني -تركي لن يكون بصالح المنطقة والقضية الفلسطينية وسيكون الوضع الإقليمي الذهبي لـ(إسرائيل) لتنفيذ بقية صفقة ترامب".