لم تكن دموع الفرح التي ذرفها الكابتن رأفت خليفة، المدير الفني لفريق كرة القدم الأول لنادي شباب رفح كافية للتعبير عن مشاعره بعدما نجح في قيادة الزعيم لبر الأمان والحفاظ على مكانته في الدرجة الممتازة بعدما تهدد بشكل كبير للهبوط للدرجة الأولى حتى اللحظات الأخيرة.
قد لا تتمتع بمذاق الطعام إلا إذا كان يحتوي على الملح المرتبط وجوده بشكل أساسي بإمكانية المشرف على طبخ الطعام بإخراجها بأبهى صورة وأفضل طعم.
ودخل خليفة على خط الزعيم بقلق وخوف من المصير المعلق والمغلف بالمجهول لشباب رفح الذي بدأت معاناته مبكراً وتضاعفت بشكل متدرج خاصة مع تعاقب المدربين وتغيير الإدارات الفنية خلال الموسم الحالي.
قيادة خليفة للزعيم كانت مغامرة كبيرة كون أن الوقت المسموح له بإنقاذ الكيان هو قليل لكنه لم يتردد مطلقاً ووضع كل الحسابات الأخرى خلف ظهره، وأمسك بزمام الأمور وبدأ يتدرج في وضع الأساسات اللازمة لطبخة الزعيم التي لم تحقق هدفها إلا بملح المدرجات وهي الجماهير التي كان وجودها قوياً في كل المباريات.
وقاد خليفة الزعيم في الجولة الخامسة عشرة من الدوري ولعب الفريق مع خليفة (7) مباريات من الدور الثاني لم يخسر في أي منها مطلقاً وحقق الفوز في (3) مباريات وتعادل في (4)، محققاً (13) نقطة من أصل (21) نقطة.
وتبدو كل الحسابات غير مهمة لجماهير ومنظومة شباب رفح هذا الموسم، بعد أن تحقق المهم وهو البقاء رسمياً في الدرجة الممتازة في موسم يعتبره الآلاف من محبي الزعيم للنسيان، وفرصة مهمة للتحضير الجيد للموسم القادم لاستعادة الشخصية الحقيقية لشباب رفح والعودة لمنصات التتويج.
ولم يكن خليفة لينجح مع شباب رفح لولا إيمانه بأن أحد أهم الأسباب التي ساعدته في هذا النجاح هو الجماهير الكبيرة التي دعمت الفريق بشكل إيجابي خاصة في الجولات الأخيرة مع تحسن النتائج.
مستقبل خليفة مع الزعيم
وبعد هذا النجاح الذي حققه خليفة مع الزعيم شباب رفح يمكن أن يكون مقدمة لرسم مستقبله واستمراره مع الفريق من عدمه، لكن الأرجح هو استمرار العمل والبناء على ما تحقق والتجهيز للموسم القادم.
ويدرك خليفة أن الموسم القادم لن يكون سهلاً خاصة أن جماهير شباب رفح لن ترضى أو تسمح بتكرار ما حدث مع الزعيم هذا الموسم، ما يعني أن خليفة مطالب بتجهيز فريق قادر على استعادة هيبة شباب رفح ومحاولة العودة لمنصات التتويج.
وقال خليفة إن الحفاظ على مكانة شباب رفح في الممتازة أمر غاية في الأهمية لا سيما أنه جاء في أصعب الأوقات، مؤكداً أنه أوفى بالوعد وحقق المطلوب وأدى الأمانة كاملة رغم صعوبتها.
ونوه خليفة إلا أن الصراع على البقاء في الدرجة الممتازة ليس المكان الطبيعي للزعيم، لكن استعادة الهيبة للفريق أمر مهم وإن جاءت متأخرة.
وأشار خليفة إلى أن استعادة هيبة الزعيم جاءت بالجهد الكبير الذي بذله اللاعبون والضغط الذي تحمله خلال الموسم الحالي، منوهاً إلا أن الجماهير كان لها دور بارز في الفترة الماضية خاصة أنها لا ترضى إلا بالتتويج بمزيد من الألقاب الرسمية.
واعتبر خليفة أن هذا الوقت هو البداية الحقيقة من أجل العودة للمنافسة على البطولات وخاصة بطولة الكأس ورد الجميل لملح المدرجات التي زحفت خلف الزعيم.