فلسطين أون لاين

يحظى بأهمية استراتيجية كبيرة

جبل "العُرمَة".. ساحة مواجهة جديدة بين "أصحاب الأرض" والمستوطنين

...
(أرشيف)
غزة - أدهم الشريف

يتطلع مِنوِر أبو العبد (55 عامًا)، بعينين متفحصتين في الحاضرين إلى قمة جبل العُرمَة التابع لبلدة بيتا جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وتواجد أعلى الجبل المهدد بالاستيطان الإسرائيلي، خلال الأيام الثلاثة الماضية، آلاف المواطنين الفلسطينيين للدفاع عن أراضيهم من أطماع المستوطنين اليهود بإقامة بؤرة استيطانية جديدة أعلى الجبل، كما يقول أبو العبد لـ"فلسطين".

ويتابع أبو العبد من بلدة بيتا -يبلغ تعداد سكانها 15 ألفًا- باهتمام شؤون المعتصمين لتقديم الخدمات اللازمة لهم مع استمرار إقامتهم منذ أيام في خيمة اعتصام نصبوها أعلى الجبل.

ومنذ الجمعة الماضية، تشهد قمة الجبل مواجهات بين المواطنين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي يحتمي بها عدد من المستوطنين حاولوا إقامة بؤرة استيطانية جديدة في أعلاه.

ولأجل هذا ترك أبو العبد بيته وأهله وحرص على الوجود فوق الجبل.

و"العُرمَة"، تعني بحسب أبو العبد "المرتفع"، إذ يبلغ ارتفاع الجبل 850 مترًا عن سطح البحر، ويحظى بأهمية استراتيجية كبيرة.

وأضاف: "تمكن أهالي بيتا مجددًا من هزيمة المستوطنين وعددهم لا يتجاوز 13 مستوطنًا، بعدما تمكن أهالي البلدة ذاتاه من هزيمة المستوطنين عام 1988، عندما حاولوا إقامة بؤرة استيطانية".

وتابع أبو العبد: تم تشكيل لجان حراسة تعمل على مدار الساعة خشية أي جريمة قد يقدم عليها المستوطنين بعد فشلهم في تنفيذ مخططهم.

بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن المستوطنين يحاولون ترسيم حدود المستوطنات القريبة من الجبل، وذلك ضمن مخطط التوسع الاستيطاني تنفيذًا لخطة رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب السياسية، والمعروفة بـ"صفقة ترامب نتنياهو".

وأكد عساف لصحيفة "فلسطين"، أن صفقة "ترامب -نتنياهو" عبارة عن مخطط استيطاني بالكامل، لم تضِف عليها أمريكا شيئًا، سوى أنها أخذت المخطط الاستيطاني بصورة متطابقة مع الاحتلال ووضعته موضع التنفيذ ضمن الصفقة.

وتابع: "ما يجري في جبل العرمة ومناطق أخرى، محاولة لترسيم حدود المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية، خاصة أن جبل العرمة موقع استراتيجي يطل على الجبال والقرى المحيطة بأكملها، لذلك يريد مستوطنو مستوطنة (ايتمار) السيطرة عليه".

وأكمل: (إسرائيل) تريد السيطرة على التلال وقمم الجبال في الضفة الغربية، وهي مناطق خصبة، وضمن هذه الرؤية يعملون على السيطرة على جبل العِرمة، وقبل أيام شهدت قمة الجبل مواجهات عنيفة، وتصدى الأهل لهم، كما تصدوا لهم مجددًا اليوم (أمس).

وأكد عساف أن معركة بطولية يشارك فيها آلاف المواطنين للتصدي للمستوطنين الذين باءت محاولاتهم لإقامة بؤرة استيطانية بالفشل وقد قرر أهالي قرية بيتا الدفاع عن وجودهم وحماية أراضيهم، ورفض محاولات توسيع الاستيطان والسيطرة على المزيد من أراضي الضفة.

وأشار عساف إلى أن الهيئة تعمل على إيصال الخدمات إلى جبل صبيح وإلى جبل العُرمَة، حيث قمنا ببناء شبكات كهرباء بالتعاون مع البلدية وفتح شوارع وطرق حتى يتمكن المواطن الفلسطيني من الوصول إليها والدفاع عنها بأقصى سرعة ممكنة.

ويحظى جبل العرمة بأهمية استراتيجية، ولهذا يسعى المستوطنون للسيطرة عليه، حيث سيمكنهم ذلك من السيطرة على عدة وجبال وقرى وبلدات تحيط بهما، والتحكم بحياة السكان بأكملها، وسيلحق ذلك أضرارًا كبيرة بالقرى الفلسطينية، وفق عساف.

وتابع: "لذلك هب أهالي بيتا والقرى القريبة لمواجهة المستوطنين لمعرفتهم بمخاطر سيطرة الاحتلال على الجبل"، مشيرًا إلى إقامة خيمة اعتصام دائمة أعلى الجبل، وأمس، أنشأ الأهالي خيمة جديدة، يبيت فيها عدد كبير من الشباب رغم ظروف البرد.