نددت منظمة سكاي لاين الدولية، بتصريحات رئيس السلطة محمود عباس حول إضراب الأطباء في مدن الضفة الغربية، التي قال فيها إن "الإضراب موقف حقير"، معتبرةً التصريحات تأتي في إطار خطاب التحريض والكراهية.
وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من مدريد مقرًا لها، إن هذه التصريحات "مؤسفة وصادمة"، كونها تنتهك أحد حقوق العاملين التي نص عليها القانون الفلسطيني وكفلتها القوانين الدولية، كما أنها تأتي في إطار خطاب التحريض والكراهية ضد الأطباء.
وظهر رئيس السلطة في مقطعٍ مصور، أثناء خطابٍ له في مدينة رام الله مساء أمس الأحد، حيث قال عن الإضراب "صفقة العصر من جهة والحصار المالي والاقتصادي من جهة، ثم كورونا، فعلا موقف حقير فأنت طبيب إنسان، والمفروض أنك لو بآخر الدنيا، هذا وقتك وليس الإضراب".
استهجنت سكاي لاين لغة الخطاب التي توجّه بها عباس نحو الأطباء المضربين، محذرةً من أن يتخذ الأمر منحىً آخر، في ظل الظروف التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، حيث يُمكن أن يتم التعرض للأطباء المضربين لاعتداءاتٍ بعد هذه التصريحات.
وأشارت سكاي لاين الدولية إلى أن خطاب الكراهية يُمكن أن يتخذ عدة أشكال، منها أن يتم توجيه نحو جماعة محددة في المجتمع، وهو ما قام به عباس في خطابه يوم أمس، مؤكدةً أنه يأتي في إطار خطاب الكراهية “الشفوي”، والذي تم بثه عبر وسائل الإعلام.
وأشارت سكاي لاين الدولية إلى نص المادة 5 من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي تتضمن حظر التمييز وضمان حق كل إنسان، دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي أو الإثني، في المساواة أمام القانون، ولا سيما في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك الحق في حرية الفكر، والضمير والدين، وحرية الرأي والتعبير، وحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات.
وشددت على أن الحق في الإضراب، أحد الحقوق السياسية والمدنية الأساسية التي نصت عليها القوانين، وهي تأتي في إطار تكوين الجمعيات والتجمع السلمي والتعبير عن الرأي، وهو ما لا يجوز التعرّض له أو منعه.
وعبّرت سكاي لاين الدولية عن استغرابها من الأسلوب الذي توجّه به رئيس السلطة لإحدى المؤسسات الفلسطينية وهي “نقابة الأطباء”، ما يعبّر عن استهتارٍ بالنقابات والجمعيات الفلسطينية، من قبل السلطات الرسمية.
ودعت المنظمة الحقوقية رئيس السلطة إلى التراجع عن هذه التصريحات، والعمل الجاد على منع أي اعتداءاتٍ لاحقة على الأطباء بسبب خطواتهم المكفولة في القانون، وإلى السماع إلى هذه الفئة وحقوقها بدلًا من مهاجمة مطالبها وخطواتها الاحتجاجيّة.