قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن الحركة تناولت ملف المصالحة الفلسطينية خلال اللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وأكد خلال لقاء مع قناة روسيا اليوم، أن الموقف الفلسطيني موحد ضد صفقة القرن التي تمثل قمة الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني.
وقال هنية: "أكدنا أن استراتيجية حركة حماس مستندة إلى ضرورة إنهاء الانقسام، وأدينا كل الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، حيث بادرت بالاتصال بالأخ أبو مازن، ووافقنا على زيارة وفد فتح إلى غزة، وشاركنا في اجتماع القيادة برام الله".
وأشار أن كل الرهانات على مسار التسوية وعلى أوسلو رهانات غير صحيحة، و"يجب علينا كفلسطينيين أن نبني استراتيجية وطنية مخالفة".
وقال: "تنازلنا عن الحكومة لصالح تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وكنا نأمل أن تنجح في مهامها لكن هذا الأمر لم يتحقق، ثم تم تشكيل حكومة د. محمد اشتية، وكانت بموجب قرار أبو مازن بعيدا عن الاتفاق مع حماس أو الفصائل الفلسطينية".
وأضاف: "عرضنا على السيد لافروف عدة خيارات أي منها سيؤدي إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، الخيار الأول هو إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة وغزة، والثاني هو عقد اجتماع وطني خارج رام الله ليتسنى للفصائل المشاركة فيه، والثالث هو عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل، والخيار الرابع هو تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاتفاق مع كل الفصائل".
ولفت إلى أن لافروف رحب بمقترحات حركة حماس لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وأكد ضرورة توحيد الفلسطينيين في ظل الظروف السياسية المستجدة، قائلا: "لم نتطرق مطلقا اليوم لموضوع سلاح المقاومة، وبالعكس روسيا لديها حضور تاريخي مع الثورة الفلسطينية، ولذلك لا يمكن لروسيا أن تتبنى أي حديث يتعلق بسلاح المقاومة".
وتابع: "للأسف الشديد منذ أن فازت حماس في انتخابات 2006 فرض حصار ظالم على غزة، وتعرضنا لمعركة ثلاثية أبعاد، البعد السياسي برفض التعامل مع نتائج الانتخابات، والبعد الثاني الحصار الاقتصادي، والبعد الثالث الهجوم العسكري".
وأضاف: "الحصار كان له آثار سيئة على كل مناحي الحياة في غزة، ونحن نقول إن هذا الحصار يجب أن ينتهي، وطالبنا الرباعية الدولية باحترام قيم الديمقراطية، واحترام نتائج الانتخابات".
وشدد على أن حرية الحركة برا وبحرا وجوا هو حق مكتسب، ولا بد من إنهاء السجن الكبير المفروض على غزة.
وقال: "علاقتنا مع مصر ممتازة، ولها أهمية، واللقاءات مع الإخوة في مصر مستمرة ومتبادلة"، لافتا أن معبر رفح يعمل بشكل يومي منذ عامين، وهناك تبادل تجاري ساهم في تحسين الوضع المالي للوزارات في غزة.
وأوضح أن الاحتلال هو من يبادر لاختراق الاتفاقات بالاغتيالات، ودور المقاومة الرد على هذه الاختراقات، قائلا: "الاحتلال هو من بادر باغتيال القائد بهاء أبو العطا، والفصائل الفلسطينية متوافقة وطنيا على أن المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني تقتضي الاستمرار بالعمل وفق التفاهمات، لكن الاحتلال غير ملتزم وغير جاد بتنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليها".
وشدد على أن المقاومة حق مشروع كفلته كل الشرائع السماوية والدولية، ولن نتخلى عنها، قائلا: "ليس لدينا أي معلومات حول ما تحدث به ليبرمان عن زيارة وفد إسرائيلي لقطر، الإخوة في قطر لديهم التزام عروبي بتقديم المساعدات لغزة، وقد التزمت بذلك لسنوات، وهي ليست بحاجة إلى إلحاح إسرائيلي لتقوم بواجبها".
وتابع: "كنت في قطر، وتحدثت لقيادتها عن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، وطلبت منهم باستمرار تقديم المعونات لشعبنا، وقد وافق الإخوة في قطر على ذلك، بل وزيادة الدعم المقدم".
ولفت إلى أن العلاقة مع دول الخليج تاريخية، وقوية ومتينة، "القضية الفلسطينية والقدس هي في وجدان كل عربي ومسلم، وخاصة أشقاءنا في الخليج العربي".
وأضاف: "لدينا علاقات ممتازة مع قطر والكويت، والأخيرة لها موقف ثابت برفض المخططات الأمريكية والإسرائيلية، وكنت قبل شهر في سلطنة عمان".
وتابع: "علاقتنا مع السعودية تاريخية، ونسعى لاستعادتها، لكن هناك تغير في موقف قيادة السعودية من هذه العلاقة، وجرى اعتقال لبعض الفلسطينيين لتقديمهم مساعدات إنسانية لشعبنا، ونبذل جهودا للإفراج عنهم".
وأكمل: "لنا علاقة مع إيران ومع مصر ومع تركيا ومع قطر ومع دول المغرب العربي، نحن في مرحلة تحرر وطني، ومعنيون بالعلاقات الإقليمية والدولية".
وأشار إلى أن حماس لديها ديناميكية للتنقل في مربع مشترك بين جميع الدول، لمصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، قائلا: "نتبنى سياسية الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية، والعلاقة مع إيران استراتيجية وقوية، وعلاقتنا مع إيران ليست على حساب أي دولة من الدول العربية".
وفي سياق آخر، أعرب عن تمنياته أن يبقى فايروس كورونا بعيدا عن غزة وعن شعبنا الفلسطيني، و"نتمنى الشفاء لكل من أصيب بهذا المرض".