فلسطين أون لاين

إما فوز معسكر نتنياهو أو انتخابات رابعة

...
راسم عبيدات

الانتخابات الإسرائيلية المبكرة التي ستجري للمرة الثالثة خلال عام في دولة الاحتلال اليوم الاثنين... تشير الى أن هناك تقدما للمعسكر الذي يقوده نتنياهو، وهذه الانتخابات بالنسبة لنتنياهو ستحدد مصيره ومستقبله السياسي، فإذا ما فاز في هذه الانتخابات سيكون رئيساً للوزراء ويبعد عنه شبح المحاكمة ودخول السجن بالتهم الثلاثة الموجهة ضده في لائحة الاتهام من رشوة وسوء ائتمان واحتيال، وسيحصن نفسه بما يسمى بالقانون الفرنسي الذي يمنع محاكمة رئيس الوزراء طيلة توليه فترة الحكم.. نتنياهو لكي يحقق هذا الفوز والذي أرجح انه سيكون من نصيبه، لم يركز حملاته فقط على خصومه السياسيين من أزرق ابيض والذي اتهم رئيسه غانيتس بأنه ضعيف ولا يصلح لتولي رئاسة الحكومة وبأنه سيعتمد في تشكيل حكومته على القائمة المشتركة، رغم ان غانيتس لن يقوم بتشكيل حكومة بمشاركة او دعم من القائمة العربية المشتركة، فهو لا يختلف كثيراً عن نتنياهو في برنامجه، فقط يختلفون في التفاصيل الصغيرة، وفي القضايا الكبرى هم متفقون لا عودة لحدود الرابع من حزيران /1967، والقدس موحدة وغير مجزأة وعاصمة لدولة الاحتلال ولا لعودة اللاجئين وحق العودة ونعم لضم المستوطنات ولا لدولة فلسطينية... وكذلك شن نتنياهو حملة على القائمة العربية المشتركة، بالقول انهم لا يعترفون بدولة الاحتلال وليسوا صهاينة ويدعمون "الإرهاب" والمقصود المقاومة الفلسطينية، وهم يشكلون خطراً على وجود دولة الاحتلال... وكذلك عمد نتنياهو للعب على العامل الديني لعرب الداخل الفلسطيني -48- من خلال التأكيد على اهمية الحج والعمرة، والسماح لهم بزيارة السعودية دون تأشيرة دخول، وحدد رسوم زهيدة للحج تتولاها شركة يشرف عليها رئيس كتلة الليكود في الكنيست ميكي زوهر، وكذلك ركز نتنياهو على دوره في توسيع دائرة ومساحة وخارطة التطبيع العلني والشرعي والرسمي مع الدول العربية والإسلامية، حيث التقى ما يسمى برئيس المجلس الانتقالي السيادي السوداني في عنتيبه الأوغنديه في 5/8/2020، وقال بأن دولته لديها علاقات مع اغلب الدول العربية، وما يتم كشفه لا يشكل سوى 10% من تلك العلاقات، وفي إطار ما يسمى مكافحة ما يسميه بالإرهاب استمر بشن عدوانه على قطاع غزة، حيث اغتال اثنين من قادة الجهاد الإسلامي بهاء ابو العطا, ومحمد الناعم الذي جرى التنكيل بجثته بوحشية بعيدة عن كل المعايير الإنسانية والأخلاقية، وكذلك حاول اغتيال الأمين العام لحركة الجهاد في دمشق زياد النخالة ورجل ارتباطها العسكري مع حزب الله اكرم العجوري، وواصل العدوان على الأرض السورية، فيما اسماه محاربته التموضع الإيراني هناك... كل هذا قام به نتنياهو من اجل أن يتأهل للفوز في الانتخابات القادمة التي ستجري اليوم، واذا لم يتمكن من تشكيل الحكومة القادمة، ولم يحصل على المقاعد التي تؤهله لذلك، فأنا أرجح ان لا يتمكن حزب ازرق وأبيض ومعسكره من تشكيل الحكومة القادمة، وخاصة وان غانيتس يقول إنه لن يجلس في حكومة فيها رئيس وزراء متهم بثلاث تهم، ويرفض تشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو، فالرجل الثاني في قائمة غانيتس زعيم ما يسمى بحزب يوجد مستقبل، يائير لبيد يرفض المشاركة في حكومة موجود فيها نتنياهو... والمقاعد التي ستحصل عليها القائمة العربية المشتركة، لا يمكن ان تشكل حاجز صد امام نتنياهو لتشكيل الحكومة، ولا غانيتس مستعد لتشكيل حكومة بمشاركتها او حتى دعمها... ولذلك يصبح خيار إجراء الانتخابات للمرة الرابعة قائماً، إذا لم تحصل أي تطورات دراماتيكية خلال فترة منح الأحزاب الفرصة لتشكيل الحكومة والتي تمتد لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور... فنتنياهو معروف بشخصيته المغامرة وهو رجل "الببروغندا" والعلاقات العامة، قد يقدم على شن عدوان واسع على قطاع غزة او على حزب الله اللبناني، وحينها تعلن حالة الطوارئ ولا يكون هناك حكومة جديدة، بل حكومة طوارئ يتولى رئاستها، قد تطول او تقصر استناداً الى ما يحصل في الواقع الميداني... والسؤال المهم الذي يبقى من المهم الإجابة عليه، انه بعد كل هذه التجارب، آن الأوان لقيادة السلطة الفلسطينية ومختطفي القرار الفلسطيني، عدم رهن حقوق شعبنا الى نتائج الانتخابات الإسرائيلية او الأمريكية، فدولة الاحتلال من الصعب تغييرها من داخلها، فهي في أوج عنصريتها وتطرفها، والاتصالات واللقاءات التي تجريها قوى ولجان مطبعة فلسطينية مدعومة من رأس هرم السلطة مع قوى هامشية وخارج القرار والتأثير السياسي، لن تحدث تغييراً ذا أثر لا في المجتمع الإسرائيلي ولا عند صناع قراره.