حذر رئيس بلدية بلدة بيتا، فؤاد معالي، من استمرار إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في محاولات السيطرة على جبل العرمة، الواقع إلى الشرق من بلدة بيتا جنوب نابلس، وعلى ارتفاع 850 مترا عن سطح البحر.
وأوضح معالي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن المستوطنين فشلوا في السيطرة على جبل العرمة، قبل يومين، بفعل المشاركة الشعبية والهبة الفلسطينية التي تصدت لهم، محذراً من تكرار الهجمة الإسرائيلية على الجبل وبلدة بيتا.
وبلدة بيتا، بلدة تابعة لمحافظة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، على بعد 14 كم جنوب - شرق مدينة نابلس وشرقي طريق (نابلس - رام الله).
وأشار معالي إلى أن أهالي البلدة والقرى والبلدات المجاورة قبلان وأوصرين وعقربا وحوارة وعورتا، واجهوا الاحتلال ومستوطنيه دفاعاً عن الجبل وآثاره الفلسطينية العريقة.
وقال: "الاحتلال يحاول السيطرة على الجبل وتلته، لما تحتويه من آثار فلسطينية تعود للزمن الكنعاني، وقلاع وحصون شاهدة على فترة الحكم العثماني لفلسطين".
وحذر رئيس البلدية من الآثار الخطيرة على أهالي البلدة ونابلس في حال سيطرة المستوطنين على الجبل، قائلاً: "هذا سيقطع أواصر البلدة، وستقطع الطرق على المواطنين، وستقطع الطرق على البلدات المجاورة لبيتا، ويمنع أصحاب الأراضي والمزارعين من وصولهم لها".
ودعا المسؤول الفلسطيني إلى ضرورة التواجد الفلسطيني الشعبي الدائم على قمة الجبل، مضيفاً: "الاحتلال غدار، وفي أي وقت لا يترك المنطقة وربما يحتلوا الجبل، لأهميته الجغرافية في المنطقة".
وتابع: "الاحتلال سيسعى إلى تقسيم الأراضي المحيطة في الجبل بعد السيطرة عليه، مؤكداً أن هذه الإجراءات ازدادت بعد الإعلان عن "صفقة القرن" الأمريكية، وفي ظل الدعاية الإسرائيلية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي.
وأوضح أن الجبل البالغ مساحته نحو 2000 دونم، يحيط به أكثر من 7 خزانات مياه، يمُد كل واحد منها أهالي البلدة بـ500 إلى 700 كوب مياه، وبه آثار فلسطينية عريقة.
ويطل الموقع الأثري على السلط الأردنية شرقا، وشاطئ البحر الأبيض المتوسط غربا، وعلى قرى جنوب وشرق محافظة نابلس، ويشكل شاهدا على فترة الحكم العثماني لفلسطين التي اتصفت بالقلاع والحصون المشيدة.
وأدت المواجهات التي اندلعت الجمعة إلى إصابة 134 مواطنا، إحداها بالرصاص الحي بمنطقة الظهر، وإصابة بقنبلة غاز بالرأس، و3 إصابات سقوط وكسور، و76 إصابة بالغاز المسيل للدموع، و56 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط إصابتين منهم بالرأس.
وفي الانتفاضة الأولى عام 1988، تمكن أهالي بلدة بيتا من إفشال مشروع استيطاني فوق قمة الجبل وكذلك الحال عام 2017، حيث تمكن أهالي المنطقة من التصدي لإقامة بؤرة استيطانية فوق جبل أبو صبيح القريب.
ورغم أن الموقع يقع في المنطقة المصنفة "ب"، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع الأهالي من الوصول للمنطقة أو استصلاح الأراضي في تلك المنطقة، وفق ما يؤكد أبو عامر.
تعزيز
وفي إطار سعي بلدية بيتا للحفاظ على المنطقة، افتتحت الأربعاء الماضي مشروع حديقة جبل العرمة الأثرية بحضور محافظ نابلس، ووزيرة السياحة والآثار، الذين أكدوا ضرورة الحفاظ على الأماكن الأثرية المعرضة للهجمة الاستيطانية وتعزيز صمود أهالي بيتا في أراضيهم المهددة بالمصادرة.
كما نفذت البلدية عدة مشاريع منها تأهيل الطرق، وإيصال الخدمات الى قمة الجبل من أجل حمايته، وتعزيز وجود المواطنين هناك، في ظل الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين للموقع، والدعوات لاعتبار المنطقة أثرية وتاريخية يهودية، وضرورة إدراجها ضمن المسارات السياحية الاستيطانية بالضفة.
وأكد معالي البدء في مشروع إنشاء بيوت ثابتة لأهالي البلدة وسكان الجبل ومن يحيط به، لتعزيز صمودهم ومواجهة التهديدات الإسرائيلية القائمة والقادمة.
وقال: "هذه البيوت ستثبت التواجد الفلسطيني في المنطقة وستصبح أمراً واقعاً نواجه بها المستوطنين والاحتلال الإسرائيلي.