فلسطين أون لاين

تقرير نتنياهو.. هل يعفيه "سجله السياسي" من غياهب السجون؟

...
أرشيف
غزة- أدهم الشريف

إن كان رئيس وزراء حكومة الاحتلال المنصرفة بنيامين نتنياهو، يعتقد أنه سينجح في انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي المقررة غدًا بحصوله على مقاعد أكثر من حزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، "فهو مخطئ"؛ هذا ما يقوله اختصاصيون بالشأن الإسرائيلي.

ويواجه نتنياهو تهمًا بالفساد، في ثلاثة ملفات: "الملف 1000"، و"الملف 2000" و"الملف 4000"،ويتضمن "الملف 1000" اتهامات لنتنياهو بتلقي هدايا ومزايا من رجال أعمال، مقابل تسهيلات، بينما يتضمن "الملف 2000" اتهامات بمحاولة التوصل إلى اتفاق مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أرنون موزيس، للحصول على تغطية إيجابية، مقابل إضعاف صحيفة "إسرائيل اليوم" المنافسة.

أما "الملف 4000" فيتضمن اتهامات بإعطاء مزايا وتسهيلات مالية للمساهم المسيطر في شركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك"، شاؤول ألوفيتش، مقابل الحصول على تغطية إيجابية لنتنياهو في موقع "والا" العبري، وهو موقع إعلامي مملوك لـ"ألوفيتش".

ويعتقد المحلل السياسي الاختصاصي بالشأن الإسرائيلي إبراهيم أبو جابر أن ما حققه نتنياهو سياسيًّا لـ(إسرائيل)، يفوق ما حققه أول رئيس وزراء لها ديفيد بن غوريون، لكن ذلك لن يحول إطلاقًا دون دخول الأول السجن بناءً على التهم الموجهة إليه في ملفات الفساد، وإن قضى مدة زمنية في رئاسة حكومة الاحتلال أكثر من التي قضاها بن غوريون، "الذي مات منفردًا ومنعزلًا في النقب المحتل"، وفق حديث أبو جابر.

لكن وفق ما يرى المحلل السياسي، إن دخول نتنياهو السجن مرتبط بنتائج انتخابات الكنيست المقررة غدًا، ويشير إلى محاولته الاستفادة من تحقيق ما يعدها "نجاحات سياسية" بما يصب في مصلحة حزب "ليكود" الذي يتزعمه، وهذا سيزيد من شعبيته ونسبة التصويت له.

وانتخابات "الكنيست" هذه هي الثالثة خلال عام في (إسرائيل)، في حدث سياسي هو الأول من نوعه منذ إقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين في إثر نكبة الـ48.

"طريقة غير تقليدية"

ويقول المحلل السياسي الاختصاصي بالشأن الإسرائيلي نظير مجلي: "إن نتنياهو يتصرف بطريقة غير تقليدية، فهو يدير "معركة حياة أو موت؛ فإما أن يصبح مرة أخرى رئيسًا للحكومة، وإما أن يدخل السجن الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لئلا يصل إليه".

ويضيف مجلي لصحيفة "فلسطين": "نتنياهو رغم أنه يقود الحياة السياسية في (إسرائيل) ومجتمع المستوطنين، بدأ يخسر جمهور اليمين، لولا الهدايا التي منحه إياها رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترمب، بشأن القدس المحتلة وما تحتويه صفقته من مخططات تصفية للقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنه استفاد من "هدية" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإفراج عن مدمنة مخدرات إسرائيلية.

ويشاع أن نتنياهو قد يلجأ إلى استغلال شائعات انتشار فيروس "كورونا" في المناطق التي تشهد كثافة سكانية فلسطينية في الأراضي المحتلة سنة 1948م، حتى لا يأتي الناخبون منها للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، ليستفيد بذلك من تدني نسبة التصويت لأعضاء القائمة المشتركة.

ويذكر مجلي أن استطلاعات الرأي تشير إلى ارتفاع نسبة التأييد لنتنياهو، لكنها غير كافية لتشكيل حكومة.

وبشأن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، يصفه مجلي بأنه "رجل اليمين الذي دخل في صراع شخصي مع نتنياهو حال دون الانضمام إليه بعد انتخابات الكنيست الأخيرة".

ويقول: "هذا الصراع اليوم يشتد، ومع ذلك وعد ليبرمان ألا تكون هناك انتخابات (كنيست) رابعة في (إسرائيل)"، مرجحًا أن يميل تجاه كفة غانتس على حساب نتنياهو.

من جهته يقول الاختصاصي بالشأن الإسرائيلي وليد أغا، عن تجربة نتنياهو في رئاسة وزراء الاحتلال: "إنه قدم ما يرى أنه إنجازات أمنية وإستراتيجية لـ(إسرائيل)، ومنها: "ضم" الأغوار ومستوطنات الضفة الغربية لدولة الاحتلال، تزامنًا مع الانفتاح على أنظمة عربية وزياراته العلنية إلى بعض منها ولقائه رؤساءها، وزيارات وفود عربية إلى دولة الاحتلال".

ويلفت أغا إلى أن التنسيق الأمني في الضفة الغربية جعل مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلتين تتمدد، مؤكدًا أن هذا التنسيق خدم دولة الاحتلال كثيرًا، لكن كل ذلك لن يحول دون محاسبة قضاء الاحتلال لنتنياهو.

ويكمل: "إن نتنياهو مهما حقق لمصلحة المستوطنين و(إسرائيل)، فلن يعفيه من المساءلة القانونية".

وفي الانتخابات الأخيرة لـ"الكنيست" المؤلف من 120 مقعدًا، في أيلول (سبتمبر) الماضي تصدر حزب "أزرق أبيض" بحصوله على 33 مقعدًا، وحصل حزب "ليكود" على 32 مقعدًا، ولم يتمكن أي من الحزبين من تشكيل ائتلاف يضمن له 61 مقعدًا وبالتالي تشكيل الحكومة القادمة.

المصدر / فلسطين أون لاين