يجتمع نحو 20 متطوعًا حول موقد النار يساعدون بعضهم في إعداد وجبة المساء بعد الانتهاء من أعمالهم، ثم يبدؤون في تحضير الأطباق القصديرية والعلب الكرتونية والبلاستيكية لسكب الأكل فيها، قبل أن يحملوها نحو "باص الدفا" ليرتبوها وينطلقوا عند السادسة مساء إلى بعض مناطق قطاع غزة لتوزيعها على ساكنيها.
"باص الدفا" مبادرة تطوعية انطلقت عبر الصفحات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي للمتطوعين محمود خويطر وحنين زقوت من فريق "سفراء التطوعي"، ولاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي تبرع أحدهم بمكان لإعداد الوجبات، وآخر بباصه لتوزيعها، وآخرون تبرعوا بمواد غذائية.
فكرة المبادرة استوحاها خويطر من مبادرة لشباب مصريين تحمل ذات الاسم حيث يوزعون وجبات العشاء على "المناطق العشوائية" داخل المحافظات المصرية.
زقوت إحدى القائمات على المبادرة تقول لـصحيفة فلسطين": "بدأنا المبادرة بثلاث متطوعات وثلاثة متطوعين، والد زميل لنا تطوع بالمكان وزميل آخر بباصه، والوجبات وفرناها على نفقتنا الشخصية ومن تبرعات أهالينا وأصدقائنا، واستطعنا توزيع 280 وجبة عدس في أول يوم".
وعن سبب اختيار وجبة العشاء بالذات، تجيب زقوت التي تعمل مرشدة تربوية في إحدى المدارس الحكومية: "المتطوعون الذين وصل عددهم 20، يعملون في وظائف ومهن وبعضهم يدرس في الجامعة، وبعد الانتهاء من أعمالهم بعد الساعة الثانية ظهرًا يجتمعون لإعداد الوجبات".
و"باص الدفا" انطلق منذ أسابيع، ولكن فعليًّا إعداد الوجبات يتوقف على مدى توفر الدعم.
ومواصلة العمل يتوقف على توفير المكان، تبين زقوت أن تكية "الخليل ابراهيم" في خانيونس جنوب قطاع غزة وفرت المكان لإعداد الوجبات ليوم واحد، حيث تم إعداد 420 وجبة، مشيرة إلى أن تكية الشمال تبرعت أيضا في المكان ليوم واحد.
وتوضح زقوت أن المتطوعين يعدون الوجبات بأنفسهم وبخبراتهم البسيطة في الطهي، وتم على مدار خمسة أيام إعداد نحو 1200 وجبة.
وتؤكد أن فرحة الأهالي في المناطق التي يصلها باص الدفا هي دافع الفريق نحو الاستمرار في المبادرة رغم شح التمويل والدعم.
وتلفت إلى أن باص الدفا ليست أول مبادرة يطلقها الفريق، فهو نفذ العديد من المبادرات التطوعية من قبل.
وتشير زقوت إلى أنه بجانب وجبات العشاء تم توزيع 150 بطانية على أسر محتاجة.
وتأمل توفير مكان ثابت لإعداد الوجبات فيه، بالإضافة إلى توفير التمويل اللازم لإعداد وحبات الطعام وتوزيعها يوميًّا لتشمل كل محافظات غزة، مبينة أنه لا سقف زمني لتوقف المبادرة المستمرة بجهد شخصي من القائمين عليها.
وتختم بقولها: "من جرب العمل التطوعي سيعرف تمامًا أن العطاء أخذ، والعائد الحقيقي ليس على العائلات المحتاجة فحسب، بل الأثر الذي يتركه على صغارهم في نفوس المتطوعين بعد ابتسامة وشكر ودعاء تدفئ قلوبنا".