فلسطين أون لاين

​هدم المنزل والسجن المؤبد لعمايرة تضاعفها الغرامة الباهظة

...
صورة أرشيفية للأسير محمد عمايرة
الخليل - خاص "فلسطين"

لم تكتفِ سلطات الاحتلال بهدم منزل الأسير محمد عبد المجيد عمايرة في مدينة دورا، بل أصدرت حكما بالسجن المؤبّد مرتين، يضاعفها تغريمه بنحو (250) ألف شيقل، تعويضا لعائلة المستوطن القتيل في العملية التي نفذها مع الشهيد محمد الفقيه جنوب دورا، في شهر رمضان الماضي.

والعمايرة أب لثلاثة أطفال، شتتتهم عملية الهدم في العراء، بينما لا تسعف الجهود المحلية العائلة، في إكمال عملية بناء المنزل التي بدأت مؤخرا، ضمن إحدى الحملات الشّعبية في دورا لإعادة بناء المنازل المهدّمة.

يقول أحمد العمايرة شقيق الأسير محمد لصحيفة "فلسطين": إنّ سلطات الاحتلال تنفذ صلفا كبيرا بحقّ شقيقه، من خلال هدم البيت الذي بلغت مساحته نحو (180) مترا مربعا، إضافة إلى الحكم بالسّجن مؤبدين مدى الحياة، ناهيك عن الغرامة المالية الباهظة، التي تطالب المحكمة العائلة بدفعها.

ويضيف: "لا نملك الآن المال لإعادة بناء المنزل لعائلة شقيقي، فكيف يمكن لنا أن ندفع الأموال إلى عائلة المستوطن، الذي يدّعي الاحتلال أنّ شقيقي له علاقة بقتله"، مشيرا إلى أنّ العائلة لن تدفع شيقلا واحدا للمستوطنين، وأنّ بإمكان الاحتلال تنفيذ ما يحلو له من وسائل بحقّ العائلة أو شقيقه.

ويعتقد العمايرة أنّ الاحتلال ينفذ سياسة انتقام بحقّ العائلة، من خلال الأحكام المختلفة والعقوبات المتشددة، والإجراءات التي لا تنقطع ليلا ونهارا، لافتا إلى أنّ الاحتلال يحاول أن يتّخذ من عائلة العمايرة نموذج عقاب لمن يفكر بتنفيذ أيّة عملية شبيهة ضدّ الاحتلال ومستوطنيه، من خلال الثّمن الباهظ الذي يحاول الاحتلال تدفيعه لنا.

ورغم هذه الأحكام والقرارات، يقول العمايرة: إنّ الاحتلال لن يفلح في تحقيق أهدافه، معتقدا بأن الاحتلال يحاول إرضاء المستوطنين من خلال هذه القرارات المنافية لكل الأعراف والقوانين والقرارات الإنسانية.

وحول التهم الموجهة للأسير العمايرة، يؤكّد أحمد أنّ الاحتلال يتهمه بشراء سلاح العملية وتدريب الشّهيد محمد الفقيه منفذها، إضافة إلى التخطيط والمشاركة في هذه العملية.

ويضيف: محمد دفّعهم ثمنا باهظا، ويريدون اليوم أن يدفّعوا العائلة ثمن ذلك.

من جانبه، يقول ناصر عمايرة الشقيق الآخر للأسير محمد لصحيفة "فلسطين": "كنّا متوقعين هذا الحكم، لأنّنا نتعامل مع احتلال، لا يرحم طفلا ولا شجرا ولا حجرا أو أي شيء آخر".

ويتابع: "أخي بطل ومقاوم، ونتشرف ونعتز به طيلة الوقت، وأمل العائلة في المقاومة لتحريره من سجون الاحتلال، وإعادته إلى عائلته وذويه، معتقدا بأنّ الأمر لن يطول كثيرا".

ويلفت إلى أنّ العالم يجب أن يرى حقيقة ما يجري من انتهاك كبير لحقوق الفلسطينيين، وامتهان لكرامتهم، وعقاب جماعي لهم ولعائلاتهم، لاختيارهم طريق مقاومة الاحتلال، لافتا إلى أنّ شقيقه لم يتأثر من هذا الحكم، ورفض الوقوف لقاضي الاحتلال في المحكمة العسكرية، وكانت معنوياته عالية جدا، حين النطق بالحكم.