قائمة الموقع

"غزة" عنوان الاتهامات المتبادلة بين قادة الاحتلال

2020-02-26T08:33:00+02:00
توغل للاحتلال شرق القطاع (أ ف ب)

تـأبى غزة الانكسار أمام واحد من أقوى جيوش العالم، بعدما تمكنت مقاومتها من مراكمة القوة وفرض معادلات جديدة في الصراع معه، ورفض الانصياع والرضوخ لمطالبه الرامية لإخضاعه تحت سيطرتها.

ومع انتهاء كل جولة تصعيد، تتعالى أصوات قادة الاحتلال وتبادل الاتهامات فيما بينهم بفشل التعامل مع قطاع غزة، وإخضاع مقاومتها لأوامرها، نتيجة عجز الأولى عن تحقيق أهدافها.

وازدادت حدة تبادل الاتهامات بين قادة الاحتلال عقب الوصول إلى تهدئة مع فصائل المقاومة بغزة، فقد شن وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، هجوماً ضد قائد أركان جيش الاحتلال الأسبق وزعيم تحالف "أبيض– أزرق" بيني غانتس الذي انتقد سياسة بينيت تجاه غزة.

وقال بينيت: "بينيت هل أنت جاد؟ تطلب منا احتلال غزة، أنت الذي ارتجفت من التفكير في إدخال الجنود 2 كم إلى داخل غزة لتدمير 30 نفقا خطيراً، قبل فترة قصيرة من تنفيذ عملية إرهابية هستيرية؟".

إلى ذلك صرّح الوزير في حكومة الاحتلال يوفال شتاينتس: "غزة ستكون دائما مشكلة، العنف يزداد أو يقل لكنه يكون دائما، القدرة على الوقف التام للتوتر من جهة غزة لم ولن يكون، الحل المؤقت هو محاولة التوصل إلى تهدئة طويلة".

فيما قال الجنرال غابي أشكنازي، رئيس هيئة الأركان الأسبق في الجيش، وعضو حزب أزرق أبيض "لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع في غزة، هذا فشل ذريع لـ(إسرائيل)، اليوم مستوطنات غلاف غزة ليس فيها طرق تعج بالإسرائيليين، والقطارات لا تعمل، لا أحد يدخلها، ولا أحد يخرج منها، الدراسة معطلة، ليس من أجل ذلك أقمنا دولة (إسرائيل)، ولا يمكن أن يكون ذلك".

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، رأى أن إفشال مخططات الاحتلال في جولات التصعيد مرده إلى أهالي قطاع غزة والمقاومة التي تقف موقف الشجاع في تلك الأوقات.

وأوضح الصواف خلال حديثه مع "فلسطين"، أن غزة في حالة تطور دائم، خلافاً للاحتلال الذي يتعامل بطريقة واحدة مع القطاع، ولا يملك أهدافاً جديدة في كل مرة.

وشدد على أن "غزة لديها آمال كبيرة ومطالب كثيرة لا بدّ أن تتحقق، وهو ما يدفعها للثبات ومواجهة الاحتلال بكل عزيمة"، مشيراً إلى أن صمود غزة دفع قادة الاحتلال للاعتراف بفشلهم في التعامل العسكري في تحقيق أهدافهم.

وقال: "الاحتلال يعتبر غزة كأي مكان في العام يُمكن التغول فيها، لكنها فعلياً وضعت حداً لهذا التصور لديه، فهي قوية برجالها ومقاومتها".

وعن الأسباب التي أدت لاشتداد قوة المقاومة في غزة، ذكر الصواف، أن حق الفلسطينيين بعدالة القضية الفلسطينية، وإدراكهم بأن لا يُمكن التنازل عن حقوقهم في الحياة والحرية والعيش بكرامة وغيرها.

ومن بين الأسباب أيضاً وفق الصواف، الامكانيات التكنولوجية العالية التي تمتلكها المقاومة، واستطاعت من خلالها مجابهة الاحتلال، "لذلك فإن قطاع غزة استطاع بكل الامكانيات أن يحقق الانتصار والتفوق على العدو".

وأضاف أيضاً أن الجوانب العسكرية شهدت تطوراً غير مسبوق لدى المقاومة، وهو ما جعلها ترسخ معادلات جديدة تكسر شوكة الاحتلال.

معضلة غزة

إلى ذلك، قال المختص في الشأن الأمني إبراهيم حبيب: إن غزة بكل ما تحويه من تعداد سكاني كبير ومقاومة أصبحت مُعضلة في وجهة الاحتلال، وهي "عبارة عن قنبلة سكانية قبل أن يكون فيها سلاح".

وأكد حبيب في حديث مع "فلسطين"، أن غزة معضلة حقيقية لكل حكومات الاحتلال المتعاقبة، مضيفاً "المقاومة تمكنت من امتلاك ترسانة قوية وهذا يزعج الاحتلال".

وأوضح أن الاحتلال حاول في أكثر من عملية عسكرية تحقيق أهدافه بالقضاء على المقاومة، لكن الأخيرة كان لها كلمة الفصل، نتيجة لذلك، اتجه الاحتلال لتشديد حصاره على غزة.

وبيّن حبيب أن الحاضنة الشعبية ساعدت المقاومة على تجاوز العقبات ومواجهة الاحتلال وفرض كلمتها في كل جولات التصعيد، "كل شيء في غزة سُخر لتعزيز المقاومة لتكون قادرة على مجابهة الاحتلال"، وفق حبيب.

وأشار إلى أن المقاومة باتت راشدة في تعاملها مع الاحتلال ولا تنجر لردات الفعل، حيث بدأت مراكمة القوة، الأمر الذي يُزعج قادة الاحتلال ويدفعهم لتبادل الاتهامات بينهم.

وبدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صباح الأحد الماضي، بعد إعدام سلطات الاحتلال الشهيد محمد علي الناعم والتنكيل به بطريقة بشعة واحتجاز جثمانه، فيما ردّت المقاومة الفلسطينية بإطلاق القذائف الصاروخية على المستوطنات المحاذية للقطاع.

اخبار ذات صلة