يعرف عن فصل الشتاء برودته الشديدة، وقد يصاب فيه الإنسان بأمراض عديدة، خاصةً تلك التي تتعلق بالجهاز التنفسي، والأطفال هم الأكثر عرضة لها، وهي أمراض أغلبها فيروسي.
ولأننا في بلدنا نتبع عادات غير سليمة ومتوارثة عن أجيال سابقة، فهذه الثقافة الخطأ لها دور كبير وخطير في انتشار الأمراض عند الناس والأطفال تحديدًا، خاصة في الانتقال من مكان دافئ لمكان بارد، وهو ما نسميه الاندفاع.
ويقول استشاري طب الأطفال د. كمال خطاب: "إضافة للعادات الخطأ، بعض الأساليب المتبعة في الاهتمام الزائد بالأبناء تسبب لهم الأمراض".
ويوضح خطاب لصحيفة "فلسطين" أن هناك من يغلق النوافذ والأبواب ويدفئ المنزل تدفئة شديدة، وهذا يمنع تهوية الغرفة، وهو أمر غير صحي أبدًا، مضيفًا: "نرجو من الجميع المحافظة على تهوية الشقق والغرف، والسماح لأشعة الشمس بالدخول، التي تعد قاتلًا مهمًا للجراثيم في الهواء".
ويلفت إلى أن تدفئة البيوت شيء مهم وجيد في فصل الشتاء، خاصةً إن خفت الحركة، لكن بقدر معقول، فأفضل شيء في التدفئة الحفاظ على درجة الحرارة الثابتة والمتوسطة، منبهًا إلى أن الإغلاق التام في ظل وجود أساليب تدفئة يؤدي إلى الكتم، وبالتالي عدم حركة الهواء، فعليه لا بد من فتح شيء خفيف من منافذ الهواء لإدخال هواء جديد وتبديل الهواء في المنزل.
وينبه استشاري طب الأطفال إلى أن من العادات الخطأ أن يرتدي الناس والأطفال لباسًا أكثر من الطبيعي، ووضع طاقية على الرأس والجوارب والقفازات داخل البيت، بحجة الحفاظ على الصحة، مستدركًا: "لكن عند الخروج من المنزل هذه الملابس لا تمنع الاندفاع من المكان الدافئ إلى المكان البارد، لأن الجسم تعود عليها في الدفء، وهذا ما يُحدث تغييرات في الجهاز التنفسي مباشرة، وبالتالي نزلات البرد الشديدة خاصة عند الأطفال".
ويتابع: "لذلك علينا أن نخفف من ملابسنا ونحن في المنزل، وألا نرتدي طاقية الرأس والجوارب والقفازات، وعند الخروج من المنزل نزيد هذه الملابس ونغطي الرأس واليدين، ونضع لفحة نغطي بها الفم ونبقي الأنف مكشوفًا لأن الأنف هو ما ينقي الهواء وبضبط درجة حرارته ويحوله من بارد إلى ساخن والعكس".
ويلفت استشاري طب الأطفال إلى أنه عند الخروج من الأفضل الانتظار عند الباب الخارجي قبل السير إلى الشارع، حتى تكون هذه الوقفة مرحلة فاصلة بين حالة الدفء وحالة البرد التي ننتقل إليها.
وبالنسبة للاستحمام، يقول: "البعض يرفض الاستحمام في فصل الشتاء بطوله، وهو أمر غير صحي، فالحمام للكبار وللأطفال صحي جدًا، لأنه ينظف الجسم مما يفرز من مواد سامة وغير ضرورية ويبقى الجسم صحيًا".
ويبين أن الأهل اعتادوا أن الخروج بعد الحمام خاصة في فصل الشتاء مضر للصحة، وبقيت لدى الجميع الرهبة من الخروج بعد الاستحمام، مشيرًا إلى أن هذا شيء مرفوض وغير علمي، فإذا خرج الشخص بعد الاستحمام مرتديًا لباسًا مناسبًا، ومنتظرًا على الباب قليلًا فلن يحدث له شيء.
أما فيما يخص بعض العادات –يتابع خطاب- من شرب الماء أو غسل الوجه قبل الخروج تفاديًا للهواء البارد، فهذه عادات متوارثة ولا تضر ولكنها لا تفيد، فقط الأفضل الوقوف على الباب قبل الاندفاع لدقائق معدودة حتى لا يتأثر الجسم بتغير الجو المفاجئ.
وينبه إلى أن الطفل يجب أن يتعرض للبرد، فهناك دول تعرض أطفالها للثلج، حتى يتأقلموا مع مستقبل أيامهم لهذه الأجواء، مردفًا بقوله: "ونحن يجب أن نعرض أبناءنا للأجواء الطبيعية يوميًا من 7 – 10 د في البرد، وفي الصيف من 15-20 د، منذ الأسبوع الأول من الولادة، وبهذا يتأقلم الطفل".
ويشدد استشاري طب الأطفال على أنه لا بد من الإكثار من السوائل الدافئة في فصل الشتاء للكبار والصغار، ليساعد في الحفاظ على صحتهم.