قائمة الموقع

ماذا يمكن أن يفعل نتنياهو قبل انتخابات "الكنيست"؟

2020-02-25T08:51:00+02:00

تباينت توقعات خبيرين عسكريين حول ما يمكن أن يقدم عليه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقف على أعتاب مصير سياسي حاسم في 2 مارس/ آذار المقبل، وهو الموعد المحدد لانتخابات "الكنيست" الثالثة خلال أقل من عام.

وإذ يرى خبير عسكري أن نتنياهو قد يقدم على تصعيد عسكري ضد غزة مستغلاً الظرف الإقليمي، يستبعد الآخر ذلك تمامًا.

ويخوض نتنياهو زعيم حزب "الليكود" اليميني المتطرف، جولة ترشح جديدة لانتخابات الكنيست أمام منافسه زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، وزير جيش الاحتلال السابق، للمرة الثالثة خلال عام واحد، بعد فشلهما مرتين متتاليتين في تشكيل حكومة منفردة أو حكومة وحدة.

يقول اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، إن رئيس حكومة الاحتلال ومعه رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، ومعهما غانتس أيضًا، يتطلعون لردع المقاومة الفلسطينية قبل إجراء الانتخابات، من خلال القصف.

وتطرق الشرقاوي في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى حادثة تنكيل جيش الاحتلال بجثمان الشهيد محمد الناعم (27 عامًا) شرق محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وعدّها محاولة لـ"كي وعي" الشعب الفلسطيني والمقاومة، لكن الأخيرة لم تقف مكتوفة الأيدي، وردت بإطلاق رشقات صاروخية تجاه المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48.

ويعتقد الشرقاوي أن رد المقاومة جاء متناسبًا مع الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بحق الشهيد، لكنه يُبدي استغرابًا شديدًا من صمت أطراف أخرى ضمن محور الممانعة في المنطقة العربية على ما تعرضت له غزة مرات عديدة من عدوان عسكري إسرائيلي، مؤكدًا أن كسر جبهة المقاومة الفلسطينية بغزة لن يجعل هذا المحور في مأمن.

ولفت إلى أن استمرار حالة الصمت هذه سيجعل نتنياهو يستفرد بغزة حتى قبل انتخابات "الكنيست"، بهدف ردع المقاومة بغزة، وتحقيق أهداف سياسية، أملاً بالحصول على أصوات الناخبين الإسرائيليين.

وقال: إن نتنياهو يعكس حالة الغطرسة الإسرائيلية ضد قادة المقاومة وتجلى ذلك بإعلانه فشل جيش الاحتلال في اغتيال الأمين العام للجهاد زياد النخالة، في غارة على العاصمة السورية دمشق.

ويتطلع نتنياهو من وراء حصوله على عدد أكبر من المقاعد في الانتخابات المقبلة، لتشكيل حكومة جديدة، إلى تمديد حصانته في "الكنيست" للحيلولة دون اعتقاله بناءً على تهم الفساد الموجهة إليه.

فاتورة غير محسوبة

من جهته يرى الخبير العسكري اللواء متقاعد واصف عريقات أن نتنياهو ليس باستطاعته التصعيد ضد غزة كما يريد، لأنه مقبل على انتخابات، في وقت يدرك فيه جيش الاحتلال أن (إسرائيل) ستدفع فاتورة العدوان على غزة.

وقال عريقات لصحيفة "فلسطين": "التصعيد العسكري ليس في مصلحة استقرار (إسرائيل) المقبلة على انتخابات، التي تستطيع اختيار ساعة الصفر لبدء العدوان، لكن ليس باستطاعتها التحكم بمجريات القتال".

ورأى أن نتنياهو ليس مؤهلاً لدفع فاتورة القتال مع غزة حاليًّا، وسيحاول تمرير ما يجري، والمحافظة على معادلة "القصف مقابل القصف، أو اغتيال شخصية ما، أو صاروخ فلسطيني تقابله ضربات جوية، يتبعه هدوء هش... وهكذا".

وأضاف: "رد الاحتلال في أي تصعيد حالي سيكون عمليًّا ردًّا محسوبًا ومحدودًا، خاصة أن سقف نتنياهو أصبح أدنى بكثير من سقف المقاومة الفلسطينية"، لافتًا إلى أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تظهر تقدم نتنياهو (10%) على منافسيه، وهو ما يريد الحفاظ عليه قبيل الانتخابات التي قد يخسرها إذا ما قرر الدخول في جولة قتال ضد المقاومة.

وذكر الخبير العسكري أن تصدير الأزمات الإسرائيلية لغزة لم يعد مجديا من خلال العمل العسكري إسرائيليًّا، متممًا بالقول: "نتنياهو يدرك جيدًا أنه ليس بعيدًا عن فشل وزير جيش الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان، في غزة، وإقراره بذلك قبل أيام، عندما قال: أعترف بفشلي، فلم أدرك مفهوم الأمن بالنسبة لغزة".

 

اخبار ذات صلة