قائمة الموقع

"مشروع المصعد".. مخططات احتلالي جديد للاستيلاء على الحرم الإبراهيمي

2020-02-25T08:29:00+02:00

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساعيها الرامية لاستكمال تهويد الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ضمن محاولاتها بسط سيطرتها المُطلقة عليه، وتحويله لأماكن مخصصة للمستوطنين هناك.

وتمضي سلطات الاحتلال بمشاريعها التهويدية في الحرم الإبراهيمي وتشويه معالمه الدينية، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والقرارات الدولية التي تؤكد أنه أحد معالم التراث الإسلامي في فلسطين، ويجب توفير الحماية له.

وكان آخر المشاريع الإسرائيلية، ما صرَّح به وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، أنه أعطى الضوء الأخضر لإنشاء مشروع مصعد ضخم في المسجد الإبراهيمي بالخليل، على حساب أراضٍ يمتلكها فلسطينيون، مشيرًا إلى أنه تم اكتمال التخطيط لذلك.

ويتضمن المشروع الذي ينتظر موافقة حكومة الاحتلال، مصادرة أراضٍ فلسطينية في الخليل لإقامة طريق لمرور زوار الحرم الإبراهيمي من اليهود ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن إقامة مصعد لهم، وهو ما عدَّه مراقبون "تدنيسًا وتغييرًا لمعالم الحرم الإبراهيمي".

مدير الحرم الإبراهيمي في الخليل الشيخ حفظي أبو اسنينة، استهجن إعلان إنشاء المصعد، وما يفعله الاحتلال في الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى.

وأوضح أبو اسنينة لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يسعى للهيمنة والسيطرة التامة على الحرم، وإفراغ المنطقة المُحيطة به من سكانها الأصليين، معتبرًا مشروع المصعد "تدنيسًا وتغييرًا لمعالم الحرم".

وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على منع المواطنين من الوصول بسهولة ويُسر للحرم، الذي يُعد عنوانًا لمدينة الخليل، مشددًا على أن إجراءات الاحتلال في الحرم "استفزاز لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، وتعدٍ صارخ على حرمته وحرية العبادة فيه".

وأكد أن مشروع "المصعد" يُشكّل خطورة كبيرة على الحرم، لكونه يُمهد لزيادة أعداد المستوطنين فيه، على حساب الفلسطينيين، مناشدًا الفلسطينيين في كل أنحاء الوطن، بشد الرحال للحرم الإبراهيمي الذي يتعرض لاستهداف ممنهج من الاحتلال.

وطالب أبو اسنينة، الكل الفلسطيني بضرورة إعمار الحرم الإبراهيمي، وفضح جرائم الاحتلال في المحافل الدولية وخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

تهويد المنطقة

من جانبه، عدّ مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" سهيل خليلية، مشروع المصعد "جزءًا من المخطط الإسرائيلي المُعد مسبقًا لتهويد منطقة البلدة القديمة في الخليل.

وأوضح خليلية لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال بدأ في تطوير وزيادة أعداد البؤر الاستيطانية لتشكيل ترابط بينهما، وبين الشارع الالتفافي، حتى يتم تهويد وعزل المدينة بالكامل.

وعدَّ المشروع أيضًا "يندرج في إطار تشويه التراث الديني والطبيعي للمدينة القديمة"، ضمن مساعي الاحتلال لتغيير معالم الحرم الطبيعية، وصولًا لشرعنة سيطرته الخاصة هناك.

ولم يستبعد خليلية أن يتم تنفيذ ما أعلنه بينيت خلال المرحلة القادمة، مشددًا على أن "الخطورة أن يكون التنفيذ مؤشرًا لخطوات أخرى قادمة لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي".

وأكد أن إجراءات الاحتلال في الحرم "تتطلب اتخاذ خطوات عملية أكثر سرعة من المعتاد"، داعيًا لمخاطبة الجهات الدينية الدولية والثقافية مثل "اليونسكو" لوقف تلك الجرائم الإسرائيلية.

ومنذ عام 1994، يُقسّم الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلمًا في أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.

ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.

 

اخبار ذات صلة