غزة/ أحمد العاصي:
دعا مختصون أكاديميون، إلى ضرورة بناء قاعدة بيانات موحدة للأبحاث العلمية والتطبيقية في مختلف التخصصات والبرامج التعليمية لكل الجامعات الفلسطينية، مؤكدين أن استثمار الأبحاث العلمية ومخرجاتها له انعكاسات رافدة للتغلب على المشكلات التي تواجه المجتمع الفلسطيني.
وأوضح هؤلاء خلال المؤتمر التربوي الثامن الذي عقدته الجامعة الإسلامية بغزة، اليوم، تحت عنوان "اتجاهات حديثة في تطوير التعليم.. تجارب تربوية ونفسية"، أن دمج الأنظمة التكنولوجية الحديثة بواقع التعليم الفلسطيني، ساهم في فسح الفرصة للجامعات الفلسطينية بالمشاركة في مؤتمرات علمية دولية.
استراتيجية تعاون
وقال رئيس الجامعة الاسلامية ناصر فرحات، إن عقد المؤتمر يأتي في سياق استراتيجية التعاون المشترك لتوسيع نطاق الدراسات العلمية والبحوث في برامج الماجستير والدكتوراة بما يتلاءم مع الاتجاهات العالمية الحديثة في واقع التعليم.
وأضاف فرحات أن الجامعة الإسلامية متواصلة في عرض قضايا بحثية في المحافل العالمية والمؤسسات العلمية، لافتًا إلى أن مساعي الجامعة في إعداد شخصية بحثية قادرة على إيجاد حلول لمشكلات الفلسطينيين بأساليب منهجية علمية محددة.
من جانبه، قال عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية إبراهيم الأسطل، إن الشراكة العلمية الموحدة ضمن قاعدة كبيرة تضم الجامعات الفلسطينية وسيلة للاستكمال المشروع البحثي العالمي وأداة للوصول إلى حلول لمشكلات معينة، داعياً إلى ضرورة استثمار الدراسات والبحوث العلمية التي أنتجتها الجامعات الفلسطينية في ضوء التكامل والتنافس العلمي.
وطالب الأسطل وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الوطنية التعليمية بضرورة وضع معايير ومحددات معينة للطلبة الذين يرغبون في دراسة تخصصات التربية، لتقليل عدد الخريجين بلا عمل من التخصصات التربوية، وإعطاء فرصة حقيقية للمتمكنين عبر اجتياز المحددات الاختبارية الموضوعة.
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د.محمد أبو عودة أن انعقاد المؤتمر جاء ضمن سعي الكلية المستمر لتحقيق رسالتها المتمثلة في أن تكون مقصد الدارسين والباحثين في المستويات كافة، واستشعار مسئوليتها تجاه تحقيق رسالة الجامعة في مواكبة الاتجاهات الحديثة في التعليم، وتشجيع حركة البحث العلمي، وبناء الأجيال، إضافة إلى تنمية المجتمع.
بدوره، دعا وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت، المؤسسات التعليمية الفلسطينية إلى ضرورة الشراكة في طوق جهود موحدة، واستثمار الدراسات العلمية بما يخدم واقع التعليم في قطاع غزة بجانبيه المدرسي والجامعي، مشيرًا إلى أن الاتجاهات الحديثة في التعليم ذاهبه نحو التعليم التقني من خلال توظيف التكنولوجيا في التعليم.
التكامل المعرفي
من جانبه، بين نائب رئيس الجامعة الماليزية الإسلامية، داوود الحدابي، أن التكامل المعرفي، ظاهرة علمية تندرج في إطار التطبيقات العملية، ورسم السياسات العالمية الحديثة المستوحاة من الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن الثقافة الفلسطينية التعلمية حاضرة في المؤسسات العالمية ومتابعة لواقع الحداثة والتحولات الطارئة في المجالات العلمية.
وأوضح الحدابي، خلال مداخلة صوتية، أن الأفكار تبدأ ببحوث علمية ثم تنتقل بالتدريج إلى سياسات تربوية وتطبيقات عملية، منبهًا إلى أن موضوع التكامل هو فلسفة في التعليم تنبني عليها تطبيقات تربوية تعتمد على المكون الثقافي والفلسفي لأي مجتمع.
أما عميد كلية التربية في جامعة الأزهر أسامة حمدونة، اوضح أن جامعته ذاهبة إلى تأسيس لغة مشتركة ما بين المدارس التعليمية الحكومية ووكالة الأونروا من خلال إضافة 32 ساعة تخصص بجانب تخصصات كلية التربية، مشدداً على أن الهدف صقل مهارات المعلم التطبيقية.
وبين حمدونة، أن عدد الساعات المضافة على طالب الجامعة ستعزز الفرصة أمامه بالانخراط الفاعل والجيد في تدريس طلبة المدارس، وستمكنه من الحصول على وظائف شاغرة.
من جهته، أوضح رئيس جامعة الأقصى، فؤاد عياد، أن جامعته وضعت خططًا جديدة تتضمن آليات النشر البحثي العلمي المراعية للقيم الأخلاقية، مشيراً إلى أن هناك مشاريع تعاونية جديدة سترى النور قريباً في فلسطين.
بينما أشار مدير برنامج التعليم في وكالة الغوث "أونروا" فريد أبو عاذرة إلى أن المنهج التعليمي الفلسطيني أمام معركة سياسية إسرائيلية تستهدف الوعي والبنية العلمية الفلسطينية، مشدداً على أن "أونروا" تنفذ برنامجًا إصلاحيًّا لتعليم المدرسي لكل المفاصل المعنوية والبشرية للمعلمين.
وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات علمية، الأولى حول ممارسات وتجارب واقعية في تطوير التعليم المدرسي الفلسطيني، والثانية حول استراتيجيات حديثة في تطوير التعليم (إدارة وتقويم وجودة)، والأخيرة حول التكنولوجيا الرقمية وانعكاساتها التربوية والنفسية.