قائمة الموقع

المحرر "حسنين".. اغتيل شقيقه وحُرم وداع والدته

2020-02-24T14:03:00+02:00
حازم ووالدته زهرة خلال زيارتها له بسجون الاحتلال
فلسطين أون لاين

عندما أطلق سراح الأسير المحرر حازم حسنين، كان يتمنى أن يجد والدته في انتظاره لتضمه بذراعيها بعد حرمان سنوات طويلة قضاها أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا الحلم لم يتحقّق.

لقد وافقت المنيَّة زهرة حسنين والدة حازم عندما كان أسيرًا لدى الاحتلال، ووريت الثرى دون أن يلقي عليها نظرة الوداع.

في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، استقبل المهنئون قبل أسبوعين، بفرح كبير المحرر حازم بعد 16 سنة قضاها خلف قضبان السجون. بدت الفرحة واضحة عليه لكنها ممزوجة بألم الفراق، ليس لوالدته فحسب، بل لشقيقه أشرف الذي استشهد بنيران الاحتلال.

يقول حازم لـ"فلسطين": إن "أصعب لحظة مرت في حياتي كانت عندما أبلغت بوفاة والدتي".

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت حازم في فبراير/ شباط 2004، بعد استشهاد شقيقه أشرف، وهدمت منزل العائلة الكائن في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة.

وسبق لصحيفة "فلسطين"، أن أجرت لقاءً صحفيًا مع زهرة حسنين، والدة الأسير والشهيد، قبل سنوات من وفاتها صباح الاثنين الموافق 9 أكتوبر/ تشرين أول 2017.

وقالت يومها عن حادثة استشهاد أحد أبنائها واعتقال آخر: إن قوة خاصة من جيش الاحتلال حاصرت منزل العائلة، وعندما علم نجلها أشرف الذي كان مرابطًا مع كتائب القسام، عاد للبيت واشتبك مع قوة الاحتلال إلى أن استشهد.

وأضاف: "فجأة تبدد الهدوء، واندلعت اشتباكات عنيفة في المنطقة، وكان ولدي أشرف ورفيق دربه أيمن الشيخ خليل، هما اللذان يطلقان النار باتجاه القوات الخاصة التي نصبت لهما كمينًا".

فوجئت زهرة بنجلها أشرف ملقى أمام بوابة المنزل لدى خروجها منه، ولم يسعها عندما رأته شهيدًا سوى قول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم صلِّ على النبي"، فيما كان رفيقه "أيمن" مستشهدًا وملقى في منطقة قريبة من البيت.

فصول جريمة جنود الاحتلال آنذاك لم تكتمل عند هذا الحدِّ، وأكملت القوة الخاصة جريمتها بتدمير منزل العائلة بالعبوات الناسفة وسوته بالأرض، واعتقلت حازم، ولاحقًا حكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن 16 سنة عندما كان عمره (23 عامًا).

كان فيض كبير من الاشتياق ينتاب الأم المكلومة لرؤية نجلها حازم كلما تذكرت وجهه ذو الملامح الشابة،  لكن هذا الفيض تبدد بوفاتها.

ويقول نجلها حازم: إنه التقى بوالدته لأول مرة إثر زيارتها له في السجن الذي كان يقبع فيه بعد 8 سنوات من اعتقاله.

وعن فترة اعتقاله التي امتدت 16 سنة؛ يقول: "فترة الأسر كانت رحلة معاناة بدءًا من لحظة الاعتقال التي يبدأ معها البعد والفراق والغياب عن الأهل والبيت، وما زاد مرارة المعاناة هدم بيت العائلة واستشهاد شقيقي أشرف (..) هذه الظروف كانت صعبة جدًا ولم يصبرني إلا الله".

وعن ظروف الأسرى الذين يزيد تعدادهم عن 5 آلاف أسير من مختلف مدن ومحافظات فلسطين المحتلة، يقول حازم: "إن معركة صمود وتحدٍّ للسجان يخوضها الأسرى بتفاصيلها الكاملة".

وأضاف: "إدارة السجون تحاول التنغيص على الأسرى خاصة الذين ينحدرون من قطاع غزة، لكن هيهات لهم أن يروا من هؤلاء الأسرى أي ضعف، لقد بقينا على مبدئنا وكنا نشعر أننا وأهل غزة في حصار، هم محاصرون في الخارج ونحن في السجون".

وتنطلق إدارة السجون في تنغيصها حياة أسرى غزة، من سياستها القمعية، وإثر فقدان (إسرائيل) عددًا من جنود جيشها في القطاع منذ العدوان على غزة صيف 2014، محاولة بذلك الضغط على الأسرى وفصائل المقاومة الآسرة لهؤلاء الجنود.

اخبار ذات صلة