فلسطين أون لاين

مصر وجهت دعوة لقيادة الحركة لزيارتها وهنية سيتوجه لروسيا بمارس

حوار العاروري: 3 محاور لمواجهة صفقة ترامب والعمل السياسي بحاجة لتكامل ميداني

...
صالح العاروري
غزة - محمد أبو شحمة

أفاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بأن الحركة تعمل على ثلاثة مسارات لمواجهة صفقة ترامب التصفوية، في حين وجه رسالة إلى دولة الاحتلال أن حماس "ليست في مجال الصبر الإستراتيجي ولا سياسة الرد في الوقت والزمان المناسبين، وتهديدكم لنا لن يُحدث تغييرًا".

وشدد العاروري خلال حوار متلفز بثته قناة الأقصى الفضائية مساء أمس، على أن الصفقة رؤية أمريكية للمنطقة كلها، والجزء المركزي فيها فلسطين، لتتم تصفيتها تمهيداً للمرور إلى القضايا الأخرى.

3 محاور لمواجهة الصفقة

وأوضح أن موقف حماس واضح، وعبّر عنه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية مباشرة في ثلاثة محاور: الأول المحور الميداني، بالتصدي للصفقة بكل السبل على الأرض مباشرة، من خلال "كل أشكال المقاومة الجماهيرية والشعبية والعسكرية، وشبه العسكرية".

وقال: "نعول على حركة شعبية ميدانية تتصدى للصفقة بكل أبعادها: الاستيطان، والتطبيع، والاحتلال العسكري، ومخططات المصادرة والتهويد والاقتلاع، وشعبنا لا يقصر، فهو بحاجة إلى قيادة".

والمحور الثاني، وفق العاروري، هو التوافق الوطني، عادًّا أن أفضل مراحل المواجهة مع الاحتلال كانت في ظل التوافق الوطني.

وبين أن المحور الثالث يتناول الجانب السياسي، ويشمل توافق القوى الفلسطينية على رؤية وطنية بالحد الأدنى، ثم حشد المنظومة السياسية العربية والإسلامية والعالمية وراء رفض الصفقة.

وفي هذا الإطار عدّ العاروري أن الجهد السياسي لرئيس السلطة محمود عباس، "يصب في تعزيز رفض الصفقة، ولكنه بحاجة إلى التكامل مع الميدان".

وأضاف: "لا نقلل أبدًا من أهمية الجهد السياسي، أبو مازن والمنظمة لديهما القدرة على القيام بالعمل السياسي أكثر منا، ولهذا أقول إننا نستطيع التكامل. في الميدان قد نكون أقدر، وهم يقومون بعمل سياسي ممتاز"، لافتًا إلى أن مشكلة أبي مازن هي اعتماده الكلي على الميدان السياسي على حساب العمل الوطني والميداني.

وقال العاروري: "أثبتت التجربة أن العمل السياسي المرتكز إلى الشرعية الدولية غير كافٍ لردع الاحتلال والإدارة الأمريكية، في وقت نجحت فيه المقاومة في طرد الاحتلال من غزة وجنوب لبنان، وقادرة على دفع الاحتلال للتقلص في الضفة (...) لأن المقاومة هي الخط الإستراتيجي".

ودعا إلى توافق فلسطيني كامل للقيام بهذه المسارات الثلاثة التي تعمل حماس عليها لإفشال صفقة ترامب.

ولفت العاروري إلى أن حماس تنتظر اللقاء مع حركة فتح في غزة، من أجل وضع برنامج يومي لمواجهة صفقة ترامب، مضيفاً: "نريد أن نجلس جميعاً وليس ثنائيات أو ثلاثيات، وأن يكون الجميع شركاء على قدر المساواة لتحمل المسؤولية.

وأكد جاهزية حماس لكل لقاء من أي نوع مع كل القوى الوطنية، من أجل بناء برنامج وطني حقيقي متفق عليه مع كل القوى الوطنية يتصدى لصفقة ترامب، مضيفا: "واثقون أن أي برنامج وطني مشترك سيكون قادرًا على إفشال الصفقة.

مشاركة عربية في الصفقة

من جانب آخر تحدث العاروري عن "وجود معلومات بمشاركة دول عربية في صياغة صفقة القرن، وليس فقط الموافقة عليها، وحاولت في مرحلة ما فرضها على القيادة الفلسطينية".

ونبه إلى أن الموقف الذي أُخذ في الجامعة برفض الصفقة "ليس هو السلوك الفعلي لبعض الدول العربية، فهناك دول وجدت نفسها مضطرة لهذا الموقف لكنها تمضي في تعهداتها لـ(إسرائيل) وأمريكا"، واصفًا الموقف العربي من الصفقة بأنه "دون المستوى المطلوب".

تهديدات الاحتلال

وإزاء تصاعد التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة وقادة المقاومة أخيرًا، توقع القيادي في حماس غدر الاحتلال بشن عدوان في أي وقت، استنادًا إلى مجموعة من العوامل التي تعزز ذلك.

وقال: "يعزز هذا الآن أننا قبل انتخابات، ودأب العدو في السنوات الماضية أن يستخدم جرائمه ضدنا كشعب- وأحيانًا الأمة- جزءًا من الدعاية الانتخابية، بالإضافة لوجود توازن في القوى بين اليمين واليسار لم يستطيعوا كسره، فهذه الحالة تؤدي لاضطرابات في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية بسبب غياب القيادة المستقرة، ويمكن أن يحاول نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) وبينيت (وزير جيش الاحتلال نفتالي) كسر التوازن".

وبينما أشار العاروري إلى أن حماس لا تخشى التهديدات الإسرائيلية لغزة كما لا تستخف بها، أكد أن تلك التهديدات "لن تُحدث تغييرًا في سياساتنا".

ووجه رسالة إلى دولة الاحتلال قال فيها: "أنتم تعرفوننا جيدًا، في حماس لسنا في مجال امتصاص ضرباتكم ولا الصبر الإستراتيجي ولا سياسية الرد في الوقت والزمان المناسبين، نحن نرد ونبادر بالرد، ولا نقبل العدوان على حماس ولا شعبنا".

العلاقة مع مصر

وفي شأن علاقة حركة حماس بمصر، قال العاروري إن "نسقها العام إيجابي، وحريصون على نموها وتطويرها، وبالحوار نزيل الشوائب (...) وتلقينا دعوة لزيارة القاهرة لبحث عدد من الملفات المهمة".

وأكد أن مصر "لا تستطيع التخلي عن القضية الفلسطينية كجزء حيوي للأمن القومي المصري"، لافتًا إلى أنها تتابع ملفات التهدئة والتفاهمات بين المقاومة والاحتلال، وهي حريصة على عدم وصول الأمر إلى الانفجار.

وقال: "الاحتلال غير ملتزم بالتفاهمات مع المقاومة في غزة، لكننا نتقن هذه المعركة معه".

من جانب آخر كشف القيادي في حماس أن رئيس المكتب السياسي للحركة سيزور العاصمة الروسية موسكو على رأس وفد من الحركة مطلع مارس/ آذار المقبل.

وهم التطبيع

وبشأن التطبيع العربي الإسرائيلي وحديث رئيس حكومة الاحتلال الدائم عن اختراقات سياسية كبيرة في هذا الجانب، قال العاروري: "توجد اختراقات في التطبيع، لكن نتنياهو يكذب بشأن حجم هذه الاختراقات، فهو يريد أن يسقط حالة الصمود والجبهة النفسية الرافضة للتطبيع من خلال إظهار أن الأمة العربية انهارت أمام التطبيع".

ووجه رسالة للمطبعين قائلا: أنتم واهمون إذا اعتقدتم أن دولة الاحتلال يمكن أن تكون صديقة لأحد، فهي العدو الأول لأمتنا".

وعن المعتقلين الفلسطينيين بالسعودية أوضح القيادي في حماس أنهم "يحاكمون بتهم العمل الخيري، وهي أعمال قانونية، ولا توجد أي جهود للإفراج عنهم".