عام كامل مضى على فتح الفلسطينيين مصلى باب الرحمة الواقع في الجزء الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والذي ظل مغلقًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003م.
وأعاد المصلون الفلسطينيون فتح المصلى في 22 فبراير 2019م، وذلك بعد أيام من الاعتصام في ساحته العلوية، واستبسلوا خلالها في الدفاع عنه وفرضوا إرادتهم على المحتل، وأعادوا المصلى الذي أغلق 16 عامًا بشكل متواصل.
ورغم ذلك تسعى سلطات الاحتلال لإعادة إغلاق المصلى، مرة أخرى، عبر أساليبها المختلفة، وذلك في مسعى منها لتحويله لـ"كنيسٍ يهودي".
ورأى مختصان في شؤون القدس أن الهبات الجماهيرية طريق الفلسطينيين للحفاظ على مقدساتهم الإسلامية والمسيحية، شريطة تطويرها وتمددها للعالم العربي والإسلامي وتشكيل حالة من الضغط على سلطات الاحتلال.
وأكد المختص جمال عمرو أن الهبات الجماهيرية الفلسطينية قادرة على وقف جرائم الاحتلال ودفعه للخنوع للإرادة الوطنية، شريطة تطويرها واستمراريتها.
وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": إن الهبات الجماهيرية تأخذ منحنيات متصاعدة من أجل الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودلل على ذلك من خلال "هبة مصلى باب الرحمة" و"حملة الفجر العظيم".
وأشار إلى أن الهبات الجماهيرية تمتلك القدرة على دفع الاحتلال للارتباك والتخبط وفقدان السيطرة، وقلب الطاولة وتغيير المعادلات إذا ما أحسن استثمارها.
وقال: إن شعبنا يدرك "أن في جعبته الكثير من المفاجآت"، مشيرًا إلى أن المقدسيين سيطلقون قريبًا حملة صلاة الضحى في القدس والمسجد الأقصى المبارك "وهو الوقت المخصص لاقتحامه من قبل المستوطنين من أجل التصدي لهم وحماية القدس والأقصى.
وذكر عمرو أن قوات الاحتلال تواصل استهداف المصلى، وتضعه على سلم أولوياتها ليكون الخطوة الأولي نحو التقسيم المكاني للمسجد عبر تحويله لـ"كنيس يهودي".
صمام الأمان
ورأى رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر، أن الهبات الجماهيرية لها الفضل في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من دنس وعبث الاحتلال، كما أنها أفشلت مخططات كمعركة "البوابات الإلكترونية" و"فتح مصلى باب الرحمة".
ووصف خاطر لصحيفة "فلسطين" الهبات الجماهيرية بـ"صمام الأمان" للمقدسات، لكنها في الوقت ذاته، بحاجة إلى تطوير ومواصلة محليًّا وعالميًّا.
وأكد أن سلطات الاحتلال تواصل جرائمها في القدس والأقصى وتحاول نقل الصراع في القدس من الشأن الدولي إلى الشأن المحلي ليسهل التغول والانقضاض عليه.
وحث خاطر الدول العربية والإسلامية للمشاركة في تلك الهبات الفلسطينية من خلال تحشيد الطاقات، ومطالبة الحكومات بقطع العلاقة مع الاحتلال والضغط عليه لوقف جرائمه في القدس والمسجد الأقصى.
يذكر أن الاستهداف الإسرائيلي لمصلى باب الرحمة بدأ منذ احتلال القدس عام 1967م.