فلسطين أون لاين

تقرير الإبعاد والاعتقال والملاحقة.. وسائل الاحتلال لمواجهة المصلين

...
غزة/ نور الدين صالح:

يصعّد الاحتلال الإسرائيلي من مواجهته لحملة الفجر العظيم التي انطلقت في مدينة الخليل ثم امتدت للقدس المحتلة وصولًا إلى كل مدن الضفة والأراضي المحتلة سنة 1948م وقطاع غزة، للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإفشال مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

"لن يتحقق نصر المسلمين، إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة"، كانت هذه مقولة لجولدا مائير رئيسة وزراء الاحتلال السابقة، وإنها لتعكس تخوفات الاحتلال من حملة الفجر العظيم.

ومن الواضح أن هذه الحملة أوجدت حالة من القلق والارتباك لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي صعّد هجمته على المصلين بالإبعاد والاعتقالات، والاعتداءات بالضرب المبرح والرصاص، فضلًا عن تكثيف الاقتحامات في المسجد الأقصى، وفق حديث اختصاصيين في شؤون القدس والاحتلال الإسرائيلي.

و"الفجر العظيم" هي حملة أطلقها المصلون بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في كانون الآخر (يناير) الماضي، للرباط والصلاة في المسجد، تأكيدًا على هويته الإسلامية، في وجه حملات التهويد والاستيطان.

من جهته يقول الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي بالداخل المحتل وديع عواودة: "إن سلوك الاحتلال الإسرائيلي تجاه حملة "الفجر العظيم" كان متوقعًا، لكونها تتعلق بموضوع مهم وحساس".

ويبيّن عواودة لصحيفة "فلسطين" أن هذه الحملة جمعت الفلسطينيين في الضفة، والقطاع، والأراضي المحتلة سنة 1948م.

ويقول: "من المتوقع أن يحاول الاحتلال وأد المشروع في بداياته بالقمع والقوة المفرطة والملاحقة المبكرة".

ويوضح أن استمرار الحملة يبعث القلق لدى الاحتلال، خاصة مع تواصل محاولاته للحيلولة دون قيام الفلسطينيين بدورهم في القدس، مثل: الرباط والتواصل الدائم مع المقدسيين، والوصول المنتظم إلى المسجد الأقصى.

ويرى أن ملاحقة الاحتلال لأي مشروع في القدس تحديدًا "أمر متوقع"، لكونه ماضيًا في مشروع التهويد والسيطرة على القدس المحتلة، التي يعدها "عاصمة" له باعتراف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويشدد عواودة على أن "الحرم القدسي الشريف كان ولا يزال لب الصراع، لأنه رمز وطني وحضاري وديني، إضافة إلى محاولات تضييق الخناق عليه وتقسيمه زمانًا ومكانًا".

ويجدد تأكيده ضرورة توحيد الصف وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من جديد، لمواجهة كل مخططات الاحتلال الرامية لتهويد القدس والمقدسات.

تجدر الإشارة إلى أن الحملة شهدت تفاعلًا واسعًا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، حيث انطلقت دعوات لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، وفي المساجد المركزية.

خبير شؤون القدس د. جمال عمرو يرى من جهته أن الحملة سببت "صداعًا شديدًا" للاحتلال، مع أنها لم تُلحق أي أذى بشري بصفوفه، مستدلًّا على ذلك بتشديد الإجراءات العنصرية ضد الفلسطينيين.

وفي اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، يوضح عمرو أن الاحتلال يخشى استمرار الحملة وقتًا أطول، والعمل على تطويرها أكثر، لذلك يعتقل ويطارد القائمين عليها والمصلين.

ويشير إلى أن أكثر ما يُقلق الاحتلال ويُربك حساباته هو التفاعل الكبير مع الحملة، وامتدادها إلى جميع مدن الضفة والداخل المحتل وقطاع غزة، حتى خارج فلسطين، مثل تركيا والأردن وغيرهما.

ووفق حديث عمرو، إن الحملة أدت إلى استنزاف الاحتلال ماليًّا وعسكريًّا، لكونه أصبح يخصص جنودًا لمتابعتها ليلًا ونهارًا، ويبيّن أنها أوصلت رسالة للاحتلال مفادها أن "القدس والمقدسات الإسلامية لهما رجال يحمونهما".

ويطالب عمرو بتطوير فكرة الحملة وتوسيعها وعدم اقتصارها على صلاة الفجر فقط، بل امتدادها إلى وقت صلاة الضحى، وهو وقت ذروة اقتحامات المستوطنين، داعيًا لشد الرحال إلى مساجد القدس والضفة.