فلسطين أون لاين

الأجدر به أن يخاف

...
المستشار أسامة سعد

 

ستون عاماً وما بكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ

تميم البرغوتي

اثنان وسبعون عاماً من الخوف هي فترة مرور الزمن على كيان صنعته سطور من أحرف عابرة على أوراق الأمم المتحدة، بلا تاريخ.. بلا روح.. بلا جذور..  يعيشون الخوف في كل لحظات حياتهم يعلمونه لأطفالهم.. ويأكلونه في خبزهم.. وينفسونه في هوائهم.. مسكونون برعب الزوال وهوس المحارق.. وتاريخ مظلم من العبودية السوداء التي أنبتت شخصيتهم المشوهة.. لا يكفون عن ترديد مقولات أسلافهم ونبوءات احبارهم.. يجمعون بهلع كل ما تقع عليه عيونهم من وسائل القتل.. ويبنون الجدر تلو الجدر.. وعيونهم تدور في محاجرها غائرة.. زائغة.. مضطربة.. مترقبة. يجوبون العالم كله بحثاً عن شرعية يتدثرون بها.. علها تدفئُ برودة تشرد متغلغلة في أعماق نفوسهم المحطمة.. يقتلون لعل القتل يشبع شعورهم المفقود بالأمان.. ولكن هيهات أن يمنع كل هذا مصيرا محتوما سطروه بأيديهم لأنفسهم.

أرادوا أن يحاربوا الخوف بالقتل.. واليأس بالظلم.. والذل بالمكر.. والجبن بالخيانة.. ولكن ما يلبث شعاع الشمس البادي في الأفق أن يبدد غيومهم السوداء فتعود للسماء زرقتها وللأرض خضرتها وتنسكب مياه الينابيع زلالاً في مجاريها ويغرد العصفور لحنه الشجي.. هذه هي الأرض التي أرادها الله وزينها لعباده.. فهي تلفظ كل خبيث ولا يمكث فيها إلاَّ الجمال والايمان والصدق.

اثنان وسبعون عاماً.. حشوتم الأرض بسمكم.. وزرعتم فيها مستوطنات حقدكم.. ولكنها لا تلبث أن تلفظكم كما يلفظ البحر الجيفة.. فالأرض لا تقبل عفنكم مهما حاولتم مداراته و تجميله.

والخوف الكائن في غياهب نفوسكم المظلمة سيقتلكم عند صيحة الحق الصادقة. التي سيتهاوى معها بنيانكم الذي سطرته حروف عابرة على أوراق الأمم المتحدة وستدور دورة التاريخ.

لتكتب قصتكم البائسة في زاوية ضيقة منها.. هذه مقدمة زوالكم المحتوم التي تعرفونها جيدا فكفوا السنتكم عن تهديدنا فلا عاصم لكم اليوم من أمر المقاومة شيء.. فلا صفقة القرن ولا تكالب الزعماء المنبت من هوى الشعوب سيؤخر قدركم.. إنما هي رجفة الموت التي تسري في كيانكم الهش.. وسيمر قريبا على مملكة خوفكم من يراها وهي خاوية على عروشها ويقول يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون.. فلا راد لقضاء الله فهو واقع بكم لا محالة ويا لشقائكم حين تحل بكم دائرة السوء فأي أرض تقلكم وأي سماء تظلكم وقد قدمتم لأنفسكم مايسوؤكم فلا تلومونا ولوموا انفسكم وسيبقى ذكركم في التاريخ: سؤال كيف سولت لكم أنفسكم بالتطاول على خير أمة أخرجت للناس؟