قائمة الموقع

المصري: عباس لا زال يراهن على نهج المفاوضات

2020-02-18T19:11:00+02:00
هاني المصري
فلسطين أون لاين

قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إن الرئيس محمود عباس تَرَاجَعَ في خطابه أمام مجلس الأمن خطوة إلى الوراء، وذلك من خلال تمسكه بنهجه القديم رغم وصوله باعترافه إلى طريق مسدود، محجمًا عن الأخذ بما هدد به باعتماد نهج جديد.

وأشار المصري في مقال له اليوم الثلاثاء بعنوان "خطاب في مجلس الأمن. خطوة إلى الوراء‎"، إلى أن عباس ذهب إلى مجلس الأمن بوفد صغير كعادته رغم خطورة المرحلة، لا سيما بعد طرح رؤية ترامب التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح أن الوفد لا يمثل حتى منظمة التحرير بمختلف فصائلها، ومن دون تمثيل الفصائل الأخرى من داخل المنظمة وخارجها، ولا التجمعات والقطاعات المختلفة، ولا حتى عائلات وأبناء الشهداء والأسرى والجرحى.

وأضاف أن عباس اكتفى بترديد رفضه لـ"صفقة ترامب نتنياهو" من دون تحديد ماذا يريد من مجلس الأمن، ولا خطته مقابل الصفقة المسمومة، لدرجة أنه لم يكرر أحاديثه عن تسليم مفاتيح السلطة للاحتلال، أو تغيير وظائفها، أو وقف الالتزامات، بما فيها التنسيق الأمني، رغم تناقض هذه العبارات مع بعضها البعض.

ولفت المصري إلى أنه لم يتطرق حتى إلى الوحدة الوطنية مع أنها قانون الأساس للصمود والانتصار، مضيفًا "بدلًا من ذلك قدم خطابًا ضعيفًا ظهر فيه مستجديًا، متعهدًا بالتمسك بالمفاوضات، لكن هذه المرة عن طريق مؤتمر دولي ومن دون رعاية أميركية انفرادية، غير مدرك أن هذا بات هدفًا بعيد المنال إن لم نقل مستحيلًا، وبحاجة إلى نضال عنيد ومتعدد الأشكال لتغيير موازين القوى، لكي يفرض الحل الفلسطيني في إطار دولي أو من دونه.

وتابع أن "مطالبة عباس بمؤتمر دولي تتناقض مع استمرار تعلّقه بأذيال اتفاق أوسلو وإمكانية تحقيق الدولة عن طريق المفاوضات الثنائية (سيبونا نتفاوض مع بعض)، إذ يتحدث عنه مثل العاشق الولهان الذي يتغزل بعشيقته طالبًا ودّها المستحيل، متجاوزًا أنه أس البلاء، معلنًا استمرار بحثه عن شريك إسرائيلي للسلام".

وتطرق المصري إلى لقاء عباس برئيس حكومة الاحتلال السابق أيهود أولمرت، قائلًا: "لعلّ اللقاء نموذج للسقف الذي لا يتجاوزه، المبني على الوهم بإمكانية تغيير (إسرائيل) من الداخل، متجاهلًا أن الإسرائيليين مستفيدون من نظام الامتيازات العنصري، ما يجعل التغيير ممكنًا أساسًا من الخارج عبر هزيمة المشروع الصهيوني".

وأضاف "فأولمرت الذي خرج من السجن حديثًا بعد إدانته بالفساد خارج الحياة السياسية، ولا يتذكره أحد، وأحياه اللقاء من الرميم، وهو من شن العدوان على غزة، ويطالب بدعم عباس، لأنه وحده -كما قال -يمكن أن يساعد على تطبيق صفقة ترامب!".

وأوضح أن عباس كذلك يُشجّع ويُوفّر الغطاء للقاءات التطبيعية، مثلما حدث مؤخرًا في (تل أبيب) ورام الله مع أشخاص من اليسار الإسرائيلي المضمحل، فمعظم المشاركين في اللقاءات متقاعدون وغير ذي صلة، وليس صحيحًا أنهم كلهم مع إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة على حدود 1967، بل معظمهم لا يوافق على ذلك.

وحذر المصري من خطورة هذه اللقاءات مع الإسرائيليين، قائلًا: إن" خطورتها تأتي في وقت تضع فيه اللجان الأميركية الإسرائيلية الخرائط لضم الأغوار والمستوطنات".

اخبار ذات صلة