فلسطين أون لاين

لا تستهينوا بالتربية المرورية

...
غزة/ أسماء صرصور:

لا بد من عدم الاستهانة بالسلامة المرورية، مع أهمية جعلها نهجا تربويا لتكوين وعي مروري لدى النشء بتزويده بالمعارف والقيم والاتجاهات والمهارات التي تنظّمِ سلوكه، وتجعله منضبطًا فيتعود الالتزام بالتشريعات والقوانين والنظم والتقاليد المرورية، بما يسهم في حماية نفسه وحماية الآخرين من أخطار المرور وآثاره.

عن ذلك يقول مفتش تحقيقات حوادث الطرق في الإدارة العامة للمرور في المحافظات الجنوبية العقيد فهد حرب إن الهدف من الثقافة المرورية تبني كل الأنظمة والقوانين واللوائح في سبيل الحد من الحوادث أو المخالفات المرورية أو التقليل منها، بما يضمن السلامة للجميع والحفاظ على الأرواح والممتلكات، سواءً كانت ممتلكات خاصة كالمركبات أو عامة للدولة أو البلديات وما شابه ذلك.

وينبه حرب في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن العديد من الحوادث المرورية التي تنتج عنها خسائر بالأرواح والأموال، يكون سببها الأساس ضعف الثقافة المرورية لدى المواطن، إن لم يكن انعدام هذه الثقافة، والمواطن هنا سائقٌ أو راكبٌ للمركبة أو عابرٌ للطريق.

ويقول: "السائق -على سبيل المثال- ما يرتكبه من مخالفات واضحة كالقيادة بسرعة جنونية، أو عدم استصدار أوراق ثبوتية للمركبة، أو يضايق السائقين في خط سيرهم، فهذا شيء مخالف للثقافة المرورية التي نريد".

ويشير إلى أن هناك جانبا عقابيا عليه بتطبيق القانون رقم 5 لسنة 2000م المطبق في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حال ارتكاب هذا السائق أي مخالفة مروية أو حادث طرق ناتج عن إهماله، فعلاوة على إجراءات القانون التي تعالج هذا الحادث، هناك إجراءات تخص هذا السائق، بإعادة تأهيله وإلزامه بدورة مانعة لحوادث السير، وهذا من أصول الثقافة والتوعية المرورية للسائق نفسه.

ويشدد مفتش تحقيقات حوادث الطرق على أنه يجب على الجميع أن يدرك أن حقه في الطريق لا يعني تعديه على حقوق الآخرين في الطريق.

ويلفت إلى أن عابري الطريق باختلاف فئاتهم العمرية وثقافاتهم ومستوى تعليمهم، لهم الحق في قطع الطريق قطعًا قانونيًا، وبمعنى أوسع "على السائق أن يلتزم بالسماح لعابر الطريق، ويوفر له الفرصة الكافية لعبور الطريق بأمان وسلامة"، مستدركًا: "ولكن هناك اعتبارات تلزم عابر الطريق أيضًا بأن يأخذ الحيطة والحذر وألّا يعرقل حركة السير".

ويشير إلى أنه في الإدارة العامة للمرور يوجد معهد مروري خطته ومهمته الدائمة التثقيف والتوعية المرورية لجميع شرائح المجتمع، موضحًا أنه تعطى باستمرار وفقًا للخطة السنوية المحاضرات على مستوى جميع شرائح المجتمع، من طلاب مدارس وجامعات وربات بيوت، وحتى لرواد المساجد.

ويبين حرب أن الاهتمام الأكبر بالأطفال، كونهم الأكثر عرضة لحوادث الطرق، فعلى سبيل المثال في إحصاءات العام الماضي 2019م، هناك 48 حالة وفاة كانت من الأطفال من أصل عدد وفيات الحوادث 66 وفاة.

ويؤكد دور الأسرة في التوعية المرورية، ويخص بالذكر الأب والأم، ودورهما الفعال في توعية أبنائهما، وعدم تركهم عرضة لحوادث الطرق، أو دون مُرافق في أثناء خروجهم من المنزل لأي مكان وقطعهم الطريق، خاصة في الطرق والشوارع والرئيسة.

ويضيف: "الدور المهم الذي يجب أن تقوم به الجهات الرسمية بشكل أفضل، هو غرس الثقافة المرورية لدى الأطفال، بعمل منهج معتمد من وزارة التربية والتعليم عن ثقافة المرور، خاصة في المراحل الأساسية من نشأة الطفل، وهذا دور لا بد من تفعيله وإعادة نشاطه من الوزارة".

ويكمل مفتش تحقيقات حوادث الطرق أن دور وسائل الإعلام مستمر ودون انقطاع في نشر التوعية المرورية بالتعاون مع الجهات الأخرى، وهذه الإجراءات لا بد أن تخفف من حوادث المرور وتنشر التوعية المرورية التي نريد رؤيتها في شوارعنا.