كشفت معطيات أمنية جديدة أن جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك" عاود التركيز على استهداف الفئة العمرية ما بين 16- 22 عاماً بهدف ابتزازهم وإسقاطهم في وحل العمالة، ومن المؤكد أن الشاباك يستهدف هذه الفئة بغية إسقاط أكبر عدد ممكن في وحل العمالة، مستغلاً الظروف الاقتصادية والقضايا الاجتماعية التي يعاني منها الشباب في هذه المرحلة.
فعقب هزيمة 5 يونيو/حزيران 1967 انتشر "الشاباك" في الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان لمنع العمليات الفدائية، ويعمل فيه المئات، من بينهم ضباط استخبارات ميدانيون، ومحققون، ورجال عمليات، ومتنصّتون، ومحللون للمعلومات الاستخبارية، وخبراء في التكنولوجيا الأمنية، إضافة إلى أفراد الإدارة وضباط الأمن والحراس. ويتكون جهاز "الشاباك" من مناطق وأقسام عدة لكل منها وظيفة محددة، وهذه الأقسام هي:
- منطقة القدس والضفة الغربية: وهي أكبر منطقة في جهاز "الشاباك" ومتخصصة في إحباط العمليات الفلسطينية المنطلقة من المناطق المذكورة.
- المنطقة الشمالية: وهي مسؤولة عن مكافحة العمليات السرية والتنظيمات المعادية في المنطقة، وقد تسلم "الشاباك" مسؤولية منطقة لبنان بالتعاون مع جهات استخبارية أخرى خلال الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.
- المنطقة الجنوبية: وهي ثاني أكبر منطقة في "الشاباك" وتقع قيادتها بمدينة عسقلان ومسؤولة -ضمن مهام أخرى- عن إحباط العمليات الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة.
كما أن "للشاباك" أساليب متنوعة في الوصول للشباب ما بين استخدام الاتصال المباشر والاتصال عن بعد، في حين يولي "الشاباك" الإسقاط عبر الإنترنت والفتيات أولوية كبيرة، حيث أظهرت الدراسة أن عدد الذين تعرضوا لمحاولات الإسقاط عبر الانترنت يزيد على تلك التي تتم عبر الاتصالات.
فقد تحدثنا في المرات السابقة عن أن المخابرات تنسج خيوطها لتورط ضحاياها في شيء يمكن مساومتهم عليه، فتستخدم الجوال كوسيلة لتسجيل مكالماته الخاصة التي لا يريد أن يسمعها أحد، وتستخدم أيضاً الإنترنت كي توقعه وتسجل له ورطته التي وقع بها، ومن ثم تعود لمساومته.
فضابط المخابرات يسعى لنسج شباكه بطريقة مدروسة لإسقاط الشباب عبر الإنترنت، مستخدماً في ذلك وسائل عدة أهمها: الخداع الإلكتروني, والخداع العاطفي، والتوريط الجنسي، وابتزاز المعلومات.
يتميز هذا الجانب – الإسقاط عبر الإنترنت- بخداع المستخدمين القريبين من المقاومة لدفعهم كي يُدلوا بمعلومات يعرفونها، بما يفيد المخابرات في المواجهة مع المقاومة، دون أن يدروا فيصبحوا "عملاء وهم لا يدرون".
كما أن لديه أساليب متعددة يستخدمها "الشاباك" لتوريط الشباب المراهق في حباله، من ضمنها التوريط العاطفي الذي يبدأ بتعارف بين الشباب الموجودين في قطاع غزة وصديقات سواء عربيات أو فلسطينيات الداخل المحتل سنة 48، أو حتى ساقطات من المنطقة نفسها، حيث يمتد هذا التعارف إلى علاقات غرامية وعاطفية سرعان ما تمتد لتواعد بالزواج.
وقد يتوهم بعض الشباب في العديد من الفتيات ويشعر بالانجذاب إليهن، لدرجة تنفيذ كل ما يطلبنه، وبطريقة مدروسة تبدأ الفتاة التي كلفت من "الشاباك" بجر قدم الشاب نحو الارتباط وأن يصبح عميلاً، أو ناقلاً للمعلومات دون أن يدري.
بعض ضعيفي النفوس يقيمون علاقات غرامية مع فتيات في الخارج بهدف إشباع رغباتهم الجنسية، فيتواصلون معهنّ عبر كاميرا الإنترنت والإيميل، وقد تمتد العلاقات لفترات طويلة لحين تمكّن "الشاباك" من هذا الشاب الذي يتم تطمينه بخطوات مدروسة أن هذه الفتاة تحبه وتريد أن يكون زوجها, وفي النهاية يظهر أنها هي من أوقعته في وحل العمالة وأنها إحدى ساقطات "الشاباك". وبعد مدة يتفاجأ باتصال من ضابط "الشاباك" يبتزه عبره بصوره والمحادثات والفيديوهات الجنسية التي سجلها مع تلك الفتاة بمحض إرادته.
في جميع الحالات يجب عدم الانصياع لضابط المخابرات الذي يريد المساومة بما لديه من معلومات، والتوجه لرجال الأمن ومصارحتهم بحقيقة الأمر، فالقضية بسيطة ويتم حلها خلال فترة وجيزة، دون أن يشعر بها أحد، وفي كل مرة يصدر عفو من الجهات المختصة عن كل من تراجع وتاب، وأما التعنت والخوف من ضابط المخابرات والانصياع لما يريد فسيعرضان هؤلاء للوقوع في جرائم أكبر – العمالة– تصل في أغلبها للإعدام.