في حين يواصل رجال المقاومة الفلسطينية إعدادهم ويحفرون في باطن الأرض من أجل حريتهم، يحاول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التعريف بقضيتهم وإبرازها للعالم وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، عبر إطلاق حملات إلكترونية واحدة تلو الأخرى.
#دواهم_حرية وسمٌ اعتلى حملة جديدة أطلقها ناشطون وإعلاميون ومؤسسات مهتمة بقضية الأسرى، أمس، وتأتي في إطار إعادة قضية الأسرى إلى المشهد الفلسطيني ودعم صمودهم في ظل انتهاكات إدارة سجون الاحتلال المتواصلة بحقهم.
وتنوعت المواد الإعلامية المنشورة على وسم #دواهم_حرية ما بين شرح للواقع الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال، وبين رسائل عائلات الأسرى، بالإضافة إلى تقارير حول أعداد وحياة الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون.
ونشرت بهية النتشة زوجة الأسير ماهر الهشلمون على وسم #دواهم_حرية رسالة مصورة على موقع فيس بوك، استعرضت فيها أوضاع زوجها الصعبة في سجون الاحتلال، موضحة أنه بحاجة إلى عملية جراحية لإزالة رصاصة في جسده في حين يماطل الاحتلال في علاجه.
واستنكر الناشطون الدور الباهت لمنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ذات العلاقة، والتي تصمت أمام احتجاز الاحتلال نحو 350 طفلا في سجونه، في انتهاك صارخ لحقوق الأطفال التي كفلتها القوانين الدولية.
وكان للأسيرات في سجون الاحتلال اهتمام بالغ من الناشطين الذين دعموا صمودهن بتغريداتهم في الفضاء الإلكتروني.
وكتبت (أسماء حجازي @IslamIslam2003) على حسابها بموقع تويتر: "الأسيرات يستصرخن بقايا المروءة والرجولة في عواصم الإباء الغارب الغارق في الهوان: من يطلق حريتهن للحياة من جديد؟!".
وقالت في تغريدة أخرى على وسم #دواهم_حرية: "لا يعرف عشق الحرية إلا من يكابدها، ولا يعرف السجن إلا من ذاق مرارته، وعانى علقم ظلمه، وتقلّب لياليه!!".
أما (إبراهيم مسلم @Ebrahemmuslam) ذكر أن نحو 52 أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال يعانين الأمرّين، قائلًا: "الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني من لهن؟".
وكتب صاحب حساب (Waed Sweis @waedsweis1): "عندما تتعاهد هممهم على الجوع في الزّنازين، ويتبايعون على الماء والملح، نردّد معهم، نحيا كِرامًا أو نموت كِرامًا".
وقالت (إم سامر @OmSaamer) في تغريدة لها على موقع تويتر على ذات الوسم: "لأن #دواهم_حرية فيجب إسقاط من يحول بينهم وبين #الحرية، من يساعد العدو على خنق حريتهم، واجب محتم خلع السلطة العبسية".
ومن أهم مطالب الأسرى وفق مواد إعلامية مرئية نشرها النشطاء، إنهاء العزل الانفرادي، وإتاحة التعليم الجامعي في كافة السجون، وإعادة بث القنوات الفضائية الممنوعة، ووقف سياسة تكبيل الأسرى أثناء الزيارات، وإنهاء سياسة النقل التعسفي من سجن لآخر.
كما تضمنت المطالب وقف سياسة العقوبات الجماعية التي تتمثل بالحرمان من زيارة الأهل، والحرمان من الفورة، وتخفيض الكنتين إلى الربع، وحرمان الأسرى من إدخال الكتب والملابس والقرطاسية.
وطالب الناشطون بإنهاء سياسة تقليص الزيارات، ورفع المخصص المالي المسموح إدخاله للأسرى، وتوفير الرعاية الطبية الكاملة ووقف سياسة الإهمال الطبي، وإنهاء معاناة النقل عبر البوسطة.
وفي السياق، أوضح (AnasElagha @anas_agha) في تغريدة له، أن الاعتقال الإداري سيف مسلط على رقاب الأسرى، وهو شيك مفتوح، أشهر وسنوات طويلة من الاعتقال دون تهمة للأسير الفلسطيني، ويجب مقاومته.
وأظهرت عديد التغريدات الأحكام الخيالية الظالمة التي يطلقها الاحتلال على الأسرى، لكسر إرادتهم وإلانة عزيمتهم، والتي تصل لمئات المؤبدات.
وكتبت (حفيدة بلقيس @Eslah_alawadi) على وسم #دواهم_حرية: "نحن نخجل أن نذكر أوجاعنا اليومية أمام أوجاع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني فليس هناك أشد بؤسًا من أن تفقد حريتك".
وأوضحت في تغريدة أخرى أن الأسرى في جميع السجون خاضوا إضرابات متكررة عن الطعام من أجل تحسين أوضاعهم وظروف اعتقالهم، في حين دعا (Osama Lubbad) للوقوف مع الأسرى ونصرتهم ولو بالدعاء.
وشاركت (esraa alghalban @esraa_alghalban) بتغريدة من محل إقامتها في العاصمة الأردنية عمان قالت فيها: "سنكون عزًا وسندًا لأسرانا، سننسج لهم خيوط الحرية بريشة، بقلم، بتغريدة، بكل ما نملك لأجلهم, لمن ضحوا بربيع زهور عمرهم فداء لفلسطين".
وسيواصل الناشطون التفاعل على وسم #دواهم_حرية حتى مساء يوم غد الجمعة وفق القائمين على الحملة من مؤسسات وناشطين وصحفيين.