فلسطين أون لاين

تقرير التدخين والوراثة.. عاملان للإصابة بفرط الحركة

...
غزة/ مريم الشوبكي:

تختلف سلوكيات الأطفال، وقد تتشابه في مراحل معينة من الحياة ويرى الأب والأم أن تلك السلوكيات طبيعية ويراها الآخرون عكس ذلك.

ويعرف فرط الحركة والنشاط عند الأطفال بأنه اضطراب يرافقه نقص في الانتباه وهو حالة مرضية سلوكية تشخص لدى الأطفال والمراهقين، وتعزى لمجموعة من الأعراض المرضية التي تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر لمرحلة المراهقة والبلوغ.

ويوضح رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب أن اضطراب فرط الحركة والنشاط هو زيادة ملحوظة جداً في مستوى النشاط الحركي تخرج عن حدود المعدل الطبيعي، حيث نرى الطفل يتلوى "يتململ"، لا يستطيع البقاء في مكانه أو مقعده، يجري في كلِّ مكان.

ويبين أبو ركاب لصحيفة "فلسطين" أن الطفل مفرط الحركة يستلقي على كل شيء، كثير الحركة لا يهدأ، يتكلم كثيراً ، كل ذلك بلا هدف محدد، يحدث ذلك في المنزل، في الشارع، في الأسواق، في المدرسة، كما يجد صعوبة في التأقلم واللعب مع الأطفال الآخرين.

ويعدد أنواع فرط الحركة وهي معايير علمية ثابتة في جميع الكتب والمراجع: نوع فرط الحركة (النشاط): في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسبة متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض فرط الحركة.

ويوضح أبو ركاب أن النوع الثاني: قلة الانتباه- ضعف التركيز: في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسبة متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض قلة الانتباه.

أما النوع الثالث، يذكر أنه اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه : في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة لكلتا الحالتين.

عوامل وراثية

ويقول أبو ركاب: "يميل كثير من الأهالي إلى إلقاء اللوم على أنفسهم عند تشخيص إصابة طفلهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إلا أن الباحثين يؤكدون عكس ذلك مع مرور الوقت، بأن العوامل المسببة للاضطراب تعود إلى الصفات الوراثية، لا إلى التصرفات السلبية التي يقوم بها الأبوان، والسلوكيات المغلوطة التي يقررها الأهل، وفي الوقت ذاته، هناك عوامل بيئية معينة قد تؤثر على تصرفات الطفل أو قد تفاقم المشكلة".

ويضيف: "وبالرغم من أنه لم يتم الكشف إلا عن القليل من خبايا اضطراب نقص الانتباه والتركيز، إلا أن الباحثين قد تمكّنوا من تحديد بعض العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على هذا الاضطراب".

ويستعرض أبو ركاب تلك العوامل ومنها : تغيير في بنية الدماغ أو أدائه، وبينما لا يزال المسبب الدقيق لاضطراب فرط الحركة مجهولا، تبين مسوحات الدماغ حدوث تغييرات هامّة في بنية الدماغ وأدائه لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.

ويلفت إلى أن عامل الوراثة يلعب دورًا أيضًا، ويبدو أن اضطراب (ADHD) ينتقل وراثيا،ً من جيل إلى جيل، فقد دلت الأبحاث على أن واحدا من كل 40 طفلاً يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد، على الأقل، يعاني من الاضطراب ذاته.

ويحذر أبو ركاب من أن تدخين الأم خلال الحمل، يزيد من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه والتركيز.

ويشير إلى أن النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لملوثات بيئية سامة أكثر عرضةً لولادة أطفال مع أعراض اضطراب نقص التركيز والانتباه.

ومن أسباب فرط الحركة، يبيّن أبو ركاب أن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن قلة النوم عند الطفل على المدى الطويل قد تكون سببا في هذه الحالة، وكذلك الأطفال المصابين بتضخم اللوزتين.

ويكمل بأن دراسة حديثة أظهرت أن خطر حدوث فرط الحركة ونقص الانتباه يزداد بنسبة 60 % عند المولودين الخدج أو المبتسرين.