حذر جنرال إسرائيلي بارز، من "تصعيد خطير"، قد يقع في الضفة الغربية المحتلة، "لا يمكن التحكم به" من قبل "إسرائيل"، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية تواصل الحفاظ بـ"هيبة مقدسة" على التنسيق الأمني، لأنه "يشكل أساسا وجوديا لها".
وذكر ميخائيل ميلشتاين، رئيس "منتدى الدراسات الفلسطينية" التابع لمركز موشيه دايان في جامعة "تل أبيب" العبرية، أنه "على مدى نحو عقد، تصدر في دولة الاحتلال إخطارات متواترة حول انفجارات عنيفة وواسعة في الساحة الفلسطينية، وهذه التهديدات تطرح أساسا في ضوء الأزمة السياسية أو الأمنية الحادة، من جانب السياسيين ومحافل التقدير الأمنية".
ونوه في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن "مثل هذه الإخطارات طرحت أيضا الأسبوع الماضي، على خلفية سلسلة الأحداث العنيفة في الضفة الغربية".
ولفت ميلشتاين، الذي شغل منصب الرئيس السابق لدائرة الشعبة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إلى أنه "رغم الأزمات الشديدة، وعلى رأسها انتفاضة السكاكين، ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والتصعيد في غزة، بقيت الضفة هادئة نسبيا".
وقدر أن حالة "الهدوء النسبي" في الضفة ترجع إلى "ثلاثة عوامل مركزية؛ تعب الشارع الفلسطيني من الصراعات والشعارات التي تصدرها قيادة علاقاتها معه مشحونة؛ إضافة إلى نسيج الحياة الذي تتمتع به أغلبية الجمهور في المناطق، والذي لا يعد أمرا مسلما به في الشرق الأوسط في 2020؛ وجهود السلطة الفلسطينية نفسها لمنع تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى نهايتها".
ورأى أن "موجة التصعيد الأخيرة التي تطورت بعد نشر "صفقة القرن"، والتي وصفت كشيطان خرج من القمقم، سيكون من الصعب إعادته هذه المرة، ودون الاستخفاف بخطورة الأزمة الحالية، ينبغي التشديد على ما ليس فيها حتى الآن على الأقل، وهي أن معظم الجمهور يواصل تفضيل الحفاظ على نسيج الحياة على المواجهة".
وزعم الجنرال، أن "حجم المشاركة في المظاهرات متدن نسبيا"، مؤكدا أن "السلطة رغم لغتها الحادة، تواصل الحفاظ بهيبة مقدسة على التنسيق الأمني الذي يشكل أساسا وجوديا لها".
وتابع: "كل هذا لا يفترض به أن يهدئ إسرائيل، لأن هناك تتطورين في ظل الأزمة الحالية، من شأنهما أن يؤديا لتدهور سريع في الوضع بالضفة؛ الأولى، مقاطعة اقتصادية متبادلة ذات حجوم محدودة حاليا، ولكن من شأنها أن تمس بتواصل نسيج حياة الفلسطينيين وتوسيع مشاركتهم في الصراع".
والثانية بحسب الجنرال، "المس برجال الأمن الفلسطينيين، مثلما وقع في جنين الأسبوع الماضي، والذي من شأنه أن يشجع مبادرات ذاتية وتفسيرات متطرفة لمحافل ميدانية في السلطة، ولا سيما اتخاذ جانب العنف الذي يؤدي لتصعيد لا يمكن التحكم به".
وأشار إلى أنه "رغم الأزمة السياسية الحادة، فلا تزال لدى إسرائيل الأدوات للحفاظ على استقرار نسبي في الضفة، ولاسيما من خلال سياسة مدنية واقتصادية عاقلة، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تعترف وتقرر في ضوء ذلك خطواتها".
ونبه المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن "السلام الاقتصادي ليس تسوية سياسية، ولكنه كفيل بأن يسمح باجتياز الفترة الانتقالية حتى الانتخابات الإسرائيلية دون انتفاضة ثالثة".