قائمة الموقع

تصرفات قد تفقد الأبناء الثقة بآبائهم

2020-02-08T21:51:00+02:00

لعل انشغال كثير من الآباء انشغالًا شبه دائم عن أبنائهم، والغياب عنهم ساعات طويلة خلال اليوم يوقعانهم في أخطاء لا يدركون أثرها على أبنائهم، ولكن للآباء دور مهم في التربية.

وليد (13 عامًا) يشتكي من مقارنة والده له باستمرار بابن عمه، لكونه تفوق عليه لأول مرة، إذ إنه بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول وتسلم الشهادات والعلامات تبين تراجعه وحصول ابن عمه على درجات أعلى منه.

هذا الأمر أزعجه –كما يقول لصحيفة "فلسطين"- لكن ما أثار غضبه أكثر هو أن والده أخذ أسبوعًا كاملًا يقارن بين درجاته ودرجات ابن عمه.

لكن هذا ربما ليس التصرف الوحيد الذي يمكن أن يُفقد الأبناء الثقة بآبائهم، إذ إن العديد من الأطفال يتحدثون عن تصرفات تزعزع ثقتهم بذويهم دون أن يدركوا ذلك.

عن ذلك تقول الاختصاصية النفسية والاجتماعية مي طارق: "هناك أفعال يقوم بها الآباء فتكسر جدار الثقة مع أبنائهم، فمن الأفعال التي تستفزهم تسرع الآباء في الردود دون الاستماع لفكرة الأبناء كاملة، رغم محاولات الأبناء توصيل الفكرة".

وفي حديث إلى صحيفة "فلسطين" تضيف: "لذلك يعمل الطفل على شرح فكرته لإيصالها إلى والده وإقناعه، لكن في الغالب يعتمد الأب على الحس الداخلي دون الاستماع للابن إلى نهاية حديثه ثم يتخذ قرارًا، ما يجعل الطفل يتحاشى الحديث إلى والده".

وتوضح أن بعض الآباء غالبًا ما يقعون في خطأ تكرار الطلب، فعندما يطلبون من أبنائهم أن يحضروا لهم شيئًا، قبل أن ينهض الابن يتعجلون ويكررون الطلب، وقد يطلبون طلبًا آخر وهو لم يستوعب بعد الطلب الأول، فهذا الأمر يصيب الطفل بالتوتر، ويجعله حساسًا في حال سمع اسمه من أحد والديه.

وتتابع الاختصاصية النفسية والاجتماعية: "من أبرز الأمور التي تفقد الابن ثقته بوالده قيام الأب بفعل ينهى ابنه عنه، كتحذيره من الإقدام على التدخين ويكون الأب مدخنًا، أو نهي الطفل عن صفة ما، وفي المقابل يتصف بها أحد الوالدين، فهذا الأمر يهز من صورة الآباء بنظر الأبناء، وبذلك يصبح الوالد ليس محل ثقة".

وتشير طارق إلى أن انتهاج أسلوب التسويف والمماطلة مع الأبناء يفقدهم الثقة بآبائهم، لأنهم يعتقدون أن الرفض سيد الموقف، لأن طبيعتهم لا تعرف الحزم بالرد، لذلك لابد من حسم الآباء موقفهم واعتماد الوضوح في الرد والتعامل.

وتبين أن الآباء هم من يصنعون شخصية الأبناء، فكثرة النقد والتعليقات السلبية باستمرار أمر يكرهه الطفل، وينشئه ذا شخصية ضعيفة مهزوزة تفقده ثقته بنفسه، لذلك لابد أن يكون الآباء حذرين في استخدام هذا الأسلوب والاعتماد عليه في التربية.

أما المقارنة فتنبه إلى أنها أمر يستهجنه الطفل ويكرهه، لكون المقارنة بأشخاص مقربين تشعر الابن بأن الآباء يفضلون الآخرين عليه، فيكن مشاعر الكراهية لمن يقارن به.

وتختم بتأكيد أهمية اهتمام الوالدين بالأبناء وعدم تجاهلهم في أثناء حديثهم أو طلبهم، حتى لا يقلل الابن من قيمة نفسه، أو يشعر أن لا قيمة له لدى أبويه.

اخبار ذات صلة