قائمة الموقع

هل يكتئب الطفل؟!

2020-02-08T21:40:00+02:00

الطفل الطبيعي يمر بتقلبات مزاج نتيجة الأحوال المعيشية في البيت أو في المدرسة أو المحيط الاجتماعي، لكن أن يكون لدى الطفل اضطراب شديد في الحالة المزاجية، وإذا استمرت الحالة المزاجية السيئة عند الطفل أسابيع؛ يعني أنه طفل مكتئب والسعادة مسلوبة من حياته.

وقديمًا كانوا يعتقدون أن الاكتئاب اضطراب يصيب الكبار فقط، لكن لاحظ العلماء أن الأطفال أيضًا لديهم أعراض هذا الاضطراب، فاكتشفوا بعد ذلك أن بين كل 100 طفل طفلًا واحدًا يعاني اضطراب الاكتئاب.

تقول الاختصاصية النفسية كفاية بركة: "يظهر الاكتئاب عند الأطفال في سن العاشرة"، ومن الأعراض المنبهة له أن يكون الطفل في حالة قلق وتوتر وانفعال دائمة، واضطراب في الشهية يتنج عنه عدم تناول الطعام؛ فنقص شديد في الوزن قد يصل في أسبوع إلى 5 كيلوجرامات، واضطراب النوم عند الطفل، فينام أكثر من اللازم أو أقل من اللازم، ويعاني الطفل صعوبة في الحركة والنشاط والاستيعاب الذهني، ويميل للعزلة والعدوان، ويعاني الخمول والكسل، ويفقد اهتمامه بأي نشاط كان يستثيره من قبل، وقد يفكر الطفل في الموت، ولديه ميول انتحارية.

وتلفت في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن من الممكن أن يبدأ الاضطراب من سن خمس سنوات أو أقل أو أكثر، ويرتبط بالأحوال الاجتماعية، والعوامل المحيطة بالطفل المحددة لدخوله في عالم الاكتئاب، كانفصال الوالدين مثلًا.

وتنتقل الاختصاصية النفسية إلى الحديث عن أسباب الاكتئاب عند الأطفال، فالسبب الأساسي الحرمان من الوالدين، فالطفل يألف الجو الأسري ومن الصعب عليه الابتعاد عنه، فإذا ما حدث أي انفصال بين الوالدين يؤدي إلى دخوله في اضطراب الاكتئاب، لأنه يسبب صدمة عاطفية عند الطفل، ويزيد مشاعر التوتر والخوف واليأس، وبذلك يزيد الاضطراب عند الطفل.

وتتابع: "وقد يكون الاضطراب وراثيًّا، كأن تكون الأم مكتئبة لأي سبب كان، في مدة الحمل أو مدة الولادة الأولى، فيأخذ الطفل الميول الاكتئابية من الأم".

وأطفال يحدث لديهم –وفق قول بركة- الاكتئاب نتيجة معاناتهم مشاكل صحية، كأمراض الصرع، وزيادة الكهرباء في الدماغ، وأمراض السُكر والقلب، فهذه الأمراض تجعل الطفل يتراجع عن أدائه كثيرًا، فيشعر الطفل أنه مختلف عن الآخرين، ولا يستطيع اللعب مع نظرائه مثلًا.

وتضيف إلى أسباب ظهور الاكتئاب: سوء المعاملة من الوالدين، كالعقاب والتربية القاسية والعنف، وإهمال الطفل، والتمييز بين الأبناء، والإيحاءات السلبية للطفل.

وأما عن دور الأسرة في علاج اكتئاب الطفل، فتقول الاختصاصية النفسية: "إنه يجب أن يكون هناك تواصل إيجابي عاطفي بين الأسرة والطفل، بمعنى تخصيص ساعة على الأقل يوميًّا للجلوس مع الطفل، والاستماع إليه، والتعرف إلى ظروف حياته، وشكواه، وتخصيص مساحة كافية لمشاركة الطفل في حياته الخاصة".

"وتحسين النظام الغذائي للطفل، فإذا كان نظام الطفل الغذائي نظامًا متكاملًا يحتوي على الفواكه والخضار والأسماك واللحوم؛ فهو يساعد على تحسين مزاج الطفل" تضيف، داعية الأهل للسماح للطفل بممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية اليومية، ليوسع دائرة علاقاته الاجتماعية، ويتعرف إلى نظراء أكثر، ويقاوم المشاعر السلبية المؤدية إلى العزلة، وتنشأ عنده مشاعر إيجابية.

وتشدد بركة على أهمية استخدام إيحاءات إيجابية في التعامل مع الطفل، فكثيرون يستخدمون إيحاءات سلبية تعزز الاكتئاب، ناصحة الأم بالتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل، مثل التركيز على مواهبه.

وتبين أنه لابد من إعطاء الطفل فرصة الاعتماد على نفسه، لأن الأبوين اللذين يجعلان الطفل معتمدًا عليهما كليًّا، سيجعلان منه غير قادر على مواجهة أي مشكلة في حياته، وبذلك سيعجز عن التعامل معها، ويدخل في حالة اكتئاب.

أخيرًا في حال فشلت الأسرة في التعامل مع الطفل المكتئب، تبين الاختصاصية النفسية أنه يجب حينها استشارة الطبيب النفسي، لأن الطفل في بعض الأحيان يكون بحاجة ليسمعه أحد من خارج الأسرة، مشيرة إلى أنه في المراكز النفسية تعالج حالة الاكتئاب عند الأطفال باللعب، والتفريغ الانفعالي بالرسم.

اخبار ذات صلة