قائمة الموقع

"صفقة ترامب" تعيد ذاكرة الفلسطينيين إلى القرن الماضي

2020-02-08T09:09:00+02:00

أعادت "صفقة ترامب" للتسوية، ذاكرة الفلسطينيين إلى الوعود والصفقات المشؤومة الرامية إلى تصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وأبرزها "وعد بلفور" 1917م.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 يناير/ كانون ثان الماضي، خلال مؤتمر بواشنطن، الخطوط العريضة للصفقة المزعومة بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، فيما رفضتها السلطة والفصائل الفلسطينية.

وتتضمن الخطة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة "عاصمة موحدة مزعومة لـ(إسرائيل)".

وقال الحاج محمود عفانة (81 عاما) من مدينة قلقيلية: رسمت خارطة لأرضنا المحتلة داخل أراضي 48م المحتلة، بعد جهد طويل في تجميع الأوراق الثبوتية ومعرفة الجيران الذين كانوا يقطنون في منطقة "مقام النبي شمعون".

وأشار عفانة إلى أن هذه الخارطة تثبت "كيف ضاعت أرضنا في مؤامرة حرب 48  ثم حرب67 ثم في جدار الفصل العنصري وأخيرا صفقة القرن؟".

وأضاف: قضيت طفولتي في أرضنا الواسعة، والآن أقضى شيخوختي في مدينة محاصرة بالجدار والاستيطان والطرق الالتفافية (قلقيلية).

وأعاد بذاكرته إلى "وعد بلفور" والانتداب البريطاني الذي ساهم في تهجير اليهود إلى أرض فلسطين، ثم إقامة الدولية اليهودية بعد النكبة الفلسطينية 1948م، كما استذكر العملة الفلسطينية والسكة الحديدية.

وأجزم المسن الفلسطيني قائلا "لم أري أثقل من صفقة القرن على القضية الفلسطينية، فهي شطبت القضية من أصلها وألغت كل شيء وكأنها ضربة قاضية لكل مفاصل القضية الأولى عربيا وإسلاميا".

كما أعادت الصفقة ذاكرة المسن جهاد منصور (77 عاما) إلى الوراء وتحديدا النكسة 1967م، وهدم قوات الاحتلال آنذاك 80 % من منازل المواطنين في محافظة قلقيلية.

وقال منصور: اليوم أعيش نكبة صفقة "ترامب التصفوية"، لافتا إلى أن جدار الفصل العنصري أحاط أرضي المواطنين كما أحاطتها المستوطنات وحاصرتها "صفقة ترامب".

وأكد أن الصفقة تمنح اليهود المستوطنين أرضنا ومستقبلنا وحاضرنا، مستدركا: "لم نتوقع (الفلسطينيون) أن يصل بنا الأمر إلى هذه الحالة من المؤامرات والضياع".

واستذكر: "عندما كنا صغارا كنا نهتف يسقط وعد بلفور .. واليوم بعد أن اصبح عمري 77عاما نعيش صفقة العار التي سرقت منا ومن كل فلسطيني في العالم حلمه في وطن يأويه".

ووافقهم القول الموظف المتقاعد محمود جعيدي، قائلا: "أرضنا ضاعت في الـ48، ولم نصدق أن أرضنا المتبقية ستكون مليئة بالمستوطنات والجدار سيقسمها مع حلول عام 2003م، والآن عام 2020م يطل علينا بصفقة جديدة".

ويؤكد الفلسطينيون تمسكهم بحق العودة ومقدساتهم، متعهدين بالبقاء في أرضهم حتى النصر أو الشهادة.

اخبار ذات صلة