ربما يكذب الإنسان على نفسه أحياناً إذا رفع سقف طموحاته وتوقعاته خاصة إذا كانت التطلعات أقريبة إلى المستحيل، غير أن الإيمان بالقدرة والموهبة وامتلاك الروح والإصرار يكون السلاح الأهم في معركة الانتصار البعيد.
واعتاد نادي خدمات رفح على أن لا يرضى بأقل من تحقيق الإنجازات في بيت الأمجاد التي بدأها الأجداد منذ زمن بعيد، واستمر على نهج البطولات الأبناء والأحفاد في الحصول على أمجاد جديدة لم يشبع منها البيت الأخضر.
وبعد أن كان الموسم الماضي استثنائياً بالحصول على لقبي الدوري والكأس، يبدو أن الخدمات سيكرر نفس الأمر هذا الموسم بعدما حافظ على لقب الدوري ويسير بخطى ثابتة نحو أمجاد جديدة لا تضره الأمراض ولا توقفه العقبات.
ويعتبر لقب الدوري الجديد هو السادس في تاريخ خدمات رفح والثاني عشر على مستوى كل البطولات، بعدما أن حقق إلى جانب ألقاب الدوري (3) ألقاب لكأس غزة، ولقب لكأس السوبر، وكأس فلسطين، وكأس الدوري الفلسطيني الموحد.
المنظومة الخضراء
وباتت منظومة خدمات رفح بمجلس إداراتها من أنجح الحقب الزمنية التي مرت على تاريخ النادي بعدما نجحت في تحقيق بطولات وإنجازات مهمة خلال عامين فقد، بعدما حافظت على استقرار الفريق وعملت بعيداً عن عدسات الإعلام وكرست جهدها الجماعي لخدمة المنظومة ككل بأساليب إدارية ناجحة وإرادة قوية وعزيمة شامخة.
الجهاز الفني
وكتب المدرب إسلام أبو عريضة برفقة جهازه المعاون اسمائهم في سجلات الذهب بعدما أصبح ثاني المدربين الذين يحققون بطولة الدوري لعامين متتاليين بعد المدرب الراحل نايف عبد الهادي الذي حقق لخدمات رفح لقبي الدوري موسمي (1995- 1996) و(1997-1998) وهو إنجاز آخر يضاف لأبو عريضة الذي زاحم كبار المدربين في غزة.
وعمل الجهاز الفني لخدمات رفح في ظروف مختلفة بدأت بصعوبة بالغة حينما غاب عنه عدد من اللاعبين في افتتاح الموسم الجديد، وتحدى كل هذه الظروف والإصابات المؤثرة التي جعلها لم تؤثر على مسار الفريق في الدوري ولم يتأثر مطلقاً وأثبت قاعدة أن "خدمات رفح لا يقف على أي لاعب مهما كان تأثيره".
اللاعبين
وكما تعتبر الأعمدة هي أساس البناء والبيت، فلا يمكن اعتبار لاعبي خدمات رفح إلا أعمدة كل الإنجازات التي تحققت وخاصة هذا المجد الجديد، بعدما ظهروا بقوة وروح عالية لم تكن موجودة في فرق أخرى، وهي التي جعلتهم متفوقين على آخرين كانوا يفتقدون لمثل هذه التفاصيل الصغيرة.
"فريق العائلة الواحدة"، هكذا تعامل اللاعبون مع أنفسهم وهو أساس النجاح الذي تحقق بعدما نجح اللاعبون فنياً وبدنياً وكروياً، تألقوا فيما بينهم اجتماعياً وعائلياً ويكاد لا يختلف هذا التأثير عن سابقه.
الجماهير
كأي جيش يدخل أي معركة يكون مسلحاً بأقوى الأسلحة، يدخل خدمات رفح أي بطولة بسلاح الجماهير العاشقة التي لا توقف حناجرها دعماً للاعبي الفريق الذين يستمدون كثيراً من العزيمة من روح وشخصية الجماهير.
ودائماً ما يكون للجماهير فعالية كبيرة لتحقيق إنجازات خدمات رفح على مدار السنوات الماضية، لا سيما أن الأخضر الرفحي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تظهر دائماً في المكان والوقت المناسب.