يعتقد البعض أن الحمية الغذائية تعني فقط تخسيس الوزن، لكن لماذا لا تكون من أجل علاج مرض مثلا؟ فكلمة حمية تعني نظامًا غذائيًا له هدف، فما الهدف من أي حمية يتبعها أي شخص؟

يتساءل خبير التغذية د. رمضان شامية: هل هي لتخفيض سكر الدم أو الكولسترول والدهون، أم لتخسيس الوزن، أم إزالة أمراض موجودة في الجسم؟ فكل نظام غذائي يتبع لما سبق هو حمية غذائية.

ويشير شامية في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنه في بعض الأحيان وبسبب تتبع حميات غذائية دون دراية يصاب الشخص بإسهال شديد، أو نقص في الماء، أو الأنيميا، أو قرحة في المعدة، لافتًا إلى أن أي مادة غذائية لها بطاقة بيان، فقبل شراء أي مادة، لا بد من قراءة وصفها، منعًا للمشكلات.

ويقول: "أي تعديل في النظام الغذائي يسمى حِمية، فما الهدف منه؟"، ضاربًا مثلاً لفتاة تعاني من زيادة الوزن ولديها تكيس في المبايض، فيقال لها: "روحي خسي"، دون أن تعرف السبب ولماذا وكيف؟ وهل الوصفة طبية صحيحة، أو تجربة عن صديق، أو عن الإنترنت، أو اجتهاد شخصي.

ويوضح شامية أن النظام الغذائي الصحيح يعتمد على الاستيقاظ مبكرًا والنوم مبكرًا، والتمارين الرياضية، والأكل: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"، فلو طبق هذا النظام الغذائي، فلن يقع الشخص في أي مشكلات.

وبسؤاله: لماذا يفشل لدينا النظام الغذائي؟ يجيب: "لأننا نطبقه خطأ، بمعنى أن الدكتور كتب وصفة، لكن إمكاناتي لا تسمح، فأجتهد وأقارب، وكذلك الدكتور لم يراعِ الظروف الاقتصادية، أو أنني أعيش في وسط أسرة ولا أستطيع إلا أن آكل من أكلهم".

فالمفترض إذا أراد الشخص أن يقدم على حمية، أن يكون قادرًا على تطبيقها ماليا قبل تطبيقها إراديًا ونفسيًا وصحيًا، كما يقول، والأمر الثاني حسب الوزن تأتي الحركات والتمارين الرياضية، فلا يصح لشخص وزنه 120 كيلوغراما أن يمارس نط الحبل.

ويوضح أن الحل بتطويع الجسم للحرق هو اتباع نظام غذائي سليم مناسب للصحة والحالة الاقتصادية، ومن ذلك اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بشرب كوب ماء على الريق، ومعها ملعقة عسل، وملعقة زيت زيتون؛ وهي وصفة لتنشيط القولون وتسخينه، ليحرق الدهون داخل الجسم، وبعدها بنصف ساعة، أكل يحتوي على البروتين، وهي في الألبان والأجبان، وأفضلها اللبن الرايب المعمول في البيت.

ويشير إلى وجبة مثالية ثانية: تمرة أو تفاحة أو أي فاكهة، أو أي مشروب عادي كالشاي أو القهوة أو النسكافيه ولكن تجنب السكر، وشرب ماء والإكثار منه، وقبل الغداء شرب كوبين ماء مع ملعقتين من خل تفاح طبيعي وأن يكون الماء دافئًا وعليه الليمون، ويمكن للشخص أن يتناول الغَداء عاديًا دون الإكثار منه، وبعد العصر مشروب أو فاكهة، وعند الساعة السادسة ليلًا كوب لبن مع مبشور تفاحة، وبعدها أي مشروبات حتى الليل.

ويقول شامية: "الجسم إذا تحرك يفقد سعرات حرارية، والتنفس يفقد المرء سعرات حرارية"، مبينًا أن الباحثين وجدوا أن 5-7% خلايا دهنية بنية في الجسم، وهي الحارقة للدهون الثلاثية في الدم وتحت الجلد.

ويتابع: "كيف نزيدها 2% لفقدان 12 كيلو سنويًا دون أي حمية مرهقة، وبطريقة سهلة"، موضحًا أن أول خطوة هي الاستحمام بالماء البارد، أو بالماء الدافئ ثم تخفف درجة الحرارة قليلًا، ليصدم الجلد، فتتحول الخلايا الدهنية البيضاء التي لا تحرق إلى خلايا بنية تسرع في حرق الدهون، وشرب الماء الساخن، والماء المحتوي على ليمون.

ويلفت إلى أن الجسم يخزن السوائل، فكل جرام من سكر أمامه أربعة جرامات من الماء، بالتالي يخفف الملح بإضافة الليمون، ويخفف السكر ويستخدم سكر الفواكه، وللتحلية يمكن استخدام التمر والزبيب والعسل، وتناول الفاكهة والخضراوات قبل الأكل باستمرار.

وينبه إلى أنه لتخسيس الوزن بسرعة لا بد أن تكون هورمونات الجسم مضبوطة وأن يكون الجسم سليما 100% وخاليا من الأمراض، ومن طرق تنظيف الكبد، الأولى: لمدة أربعة أيام وهي غير مكلفة، تحضر بـملح إنجليزي وتفاح وكرفوت عصير، وهي وصفة كل ستة أشهر لتنظيف الجسم تمامًا.

ويقول شامية: في اليوم الأول والثاني تؤكل الخضراوات ولو كانت نيئة أفضل، والإكثار من التفاح، وشرب الماء، ولا بأس إن كانت الخضراوات مقلية بزيت الزيتون، ومن الممكن أكل تفاح فقط طوال اليومين.

وفي اليوم الثالث: حتى الساعة الثانية ظهرًا يأكل الشخص بالطريقة ذاتها وبالكميات التي تريدها، وبعد الساعة 2 ينتظر للساعة 6م ويشرب كوب ماء مضافة إليه ملعقة من الملح الإنجليزي، وفي الساعة 8 يكرر كوب الملح، والساعة 10 ليلًا نصف كوب من زيت زيتون يضاف إليها نصف كأس من عصير كرفوت.

وفي اليوم الرابع: منذ الصباح ملح إنجليزي كل ساعتين لغاية الساعة 1م، ثم يتغدى غداء عاديا، ويجب أن يكون الشخص في اليومين الثالث والرابع في البيت، لأن الملح الإنجليزي مدر للإسهال، والتفاح مذيب للحصوات، وكل هذا ينزل ما في الأمعاء والمعدة، وينظف الكبد، فيزيد التمثيل الغذائي، ثم يعود لنظام معتمد في الأكل كما تحدثنا سابقًا.

والطريقة الثانية لتنظيف الكبد على مدار ثلاثة أيام، -كما يقول شامية- يمكن تكرارها بعد راحة يوم، وهي من أنظمة التنظيم التي بعدها يمكن أن يبدأ الشخص أي نظام غذائي يريده، وهي: تفاحتان في الصباح، وشرب الماء بالعسل وزيت الزيتون، والتفاح مع أي شيء، وشرب ماء عادي ومشروبات عادية، وقبل الغداء تناول تفاحتين، وفي الليل تفاحة مع اللبن والليمون، وكل الماء المشروب في هذا اليوم مضاف إليه ليمون، مشيرًا إلى أن هذه العملية تكرر لمدة ثلاثة أيام لضبط الهرمونات.