كشف موثق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأغوار، عارف دراغمة، أن الفعاليات الشعبية الضخمة التي جرت في الأغوار عقب إعلان الرئيس الأمريكي خطته التصفوية، أصابت جنوده وضباط إدارته المدنية بـ"الصدمة" من حجم المشاركين فيها وشمولها أماكن عدة.
وقال دراغمة لصحيفة "فلسطين" أمس: "نحن أمام فعاليات جدية وجيش من المتضامنين كما ونوعا، فهذه الفعاليات تعد رافعة للأغوار وأهلها، فأهالي الأغوار لم يشعروا من خلال الفعاليات أنهم وحدهم يواجهون صفقة ترامب ومخطط ضم الأغوار من حكومة الاحتلال، فهناك أكثر من مائة تجمّع بين بلدة وقرية وخربة بعدد سكان يزيد على الستين ألف مواطن يواجهون خطر الضم والترحيل".
وأضاف أن أهل الأغوار يعيشون على 22% من مساحتها فقط، في حين الاحتلال يسيطر على النسبة الباقية التي تصل إلى مليون دونم تتربع عليها ثماني مستوطنات و28 بؤرة استيطانية و18 معسكراً للتدريب، وثكنات عسكرية وخمسة حواجز عسكرية ثابتة تقطع أوصالها.
ولفت إلى أنه حينما جاء أكثر من 1500 متضامن على حاجز "تياسير" شرق طوباس، أصيب جنود الاحتلال بالصدمة، حيث اخترقت الجموع الحاجز العسكري مشيا على الأقدام لمسافة ثمانية كيلومترات، و"قد سمعت الضابط يوبخ الجنود لسماحهم لهم باجتياز الحاجز العسكري المعروف بإجراءاته العسكرية المشددة، فكان رد الجنود: العدد كبير ولا نستطيع السيطرة".
وبيّن دراغمة أن هذه الفعاليات تجاوز عدد المشاركين فيها بمنطقة المالح أكثر من ألفي متضامن وفي منطقة أخرى 1500 متضامن، مردفا أن هذا الجيش من المتضامنين أربك المشهد الاحتلالي في الأغوار التي ظن الاحتلال أنها ساحة فارغة.
وقال إن صفقة ترامب كانت محرك غضب لكل الفعاليات بالتوجه إلى الأغوار لما لها من قيمة إستراتيجية، ويجب الاستمرار بها كما جرى في "الخان الأحمر" بوابة القدس والأغوار وبوابة فلسطين على الخارج.
وذكر دراغمة أن الاحتلال يحسب ألف حساب للفعاليات الشعبية ذات الزخم، فإجراءاته القمعية يجب ألّا تقف حاجزا أمام الفعاليات واستمرارها، فلم يعد هناك شيء نخسره أمام مخطط ضم الأغوار الذي بات من مهمات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل موعد الانتخابات في مارس/ آذار القادم.
يشار إلى أن وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت كان قد أعلن عن نيته ضم الأغوار في الأيام القليلة القادمة، لمنع قيام أي دولة فلسطينية متصلة بحدودها مع الأردن.