بإرادة وتصميم على النجاح تمكن ثلاثة أطباء في مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بغزة، من إخراج بطارية ملتصقة بجدار معدة طفلة لم تتجاوز من عمرها السنة والنصف، في عملية وصفت بـ"الصعبة".
كانت البداية عندما وصلت طفلة رضيعة تعاني ألم مستمرًّا وحادًّا في بطنها، وبعد إجراء عملية التصوير للبطن ظهر أن الفتاة قد ابتعلت بطارية صغيرة خاصة بالألعاب، وأنها في بطنها منذ خمسة أيام.
رئيس قسم الجهاز الهضمي والمناظير في المستشفى، د. راغب ورش أغا، يوضح أن حالة هذه الرضيعة كانت من أصعب الحالات التي رآها في حياته، خاصة أن العملية احتاجت إلى أكثر من ساعتين، في حين أن العمليات العادية لا تتجاوز مدة إجرائها من ربع إلى نصف ساعة.
ويقول لصحيفة "فلسطين": "تأخر الأهل في إحضار الطفلة للمستشفى أدى إلى بدء البطارية في التحلل، ما نتج عنه إفراز مواد كيمائية جعلتها تلتصق بجدار المعدة وتسببت بحرق وتهتك الجدار"، لافتًا إلى أنه لو استمرت عملية التحلل للبطارية وذوبانها لكانت الرضيعة معرضة للإصابة بثقب في جدار المعدة والتهاب في البطن كاملًا.
ويضيف أغا: "احتمالية إصابة الفتاة بالتهاب في غشاء البطن أمر خطير، ومن الصعب علاجه، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة".
ويبين أن عملية إخراج البطارية لم تكن سهلة وتناوب عليها هو والدكتور محمد الدردساوي، واستمرت العملية ساعتين حتى تمكنا من إخراج البطارية دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية وفتح بطن الفتاة.
وعند السؤال: لماذا لم يلجأ إلى الجراحة نظرًا لصعوبة الحالة؟، يجيب أغا: "كان عندنا أمل في أن نستخرجها بالمنظار، وما دام هناك أمل بقي لدينا دافع للاستمرار في المحاولة، ونجحنا في النهاية".
ويذكر أن قسم المناظير في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي يأتيه من 450-500 حالة سنويًّا لعمل مناظير للأطفال من سن يوم حتى 12 سنة، وتكون الحالات لابتلاع أجسام غريبة وصلبة استقرت في المريء أو الإثنا عشر.