في موقف صدم العالم العربي والإسلامي كان لمشاركة ثلاثة سفراء لدول عربية في مؤتمر الإعلان عن صفقة القرن دلالة واضحة على التأييد العربي لهذه الصفقة التي تضمنت بيع كامل فلسطين والأقصى للاحتلال الإسرائيلي.
موقف رأى فيه رئيس رابطة علماء فلسطين د. مروان أبو راس، أنه جريمة كبرى أن يتم بيع فلسطين والتنازل عنها من قبل بعض القادة السياسيين العرب وهي ملك عام للعرب والمسلمين في كافة أنحاء الأرض.
وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "أي قبول وموافقة على صفقة القرن هي جريمة وتزيد الجرم ظلماً بوجود تأييد عربي لها سواء كانت دعمًا بالمواقف أو بالمال"، مؤكداً أن الدعم المالي للصفقة جريمة تزيد من قيمة الجرم ذاته.
وأضاف أبو راس: إن "القبول العربي والإسلامي بهذه الصفقة يعني المساس بأكثر وأهم القضايا الانسانية، الإسلامية، الدينية والعقائدية التي تخص المسلمين وهو أمر خطير، مشدداً على أن القبول بها جريمة وحث الفلسطينيين على قبولها جريمة أكبر سواء من الناحية العقائدية أو الدينية".
وبين أن التنازل عن المقدسات وممتلكات المسلمين، والتي تعتبر من المسلمات البديهية في الدين والعقيدة الإسلامية وموالاه العدو الإسرائيلي هو أمر خطير، لذلك يجب على المؤسسات الدينية في كافة دول العالم الإسلامي أن تدق ناقوس الخطر.
ونبه أبو راس أنه لا يجوز أن يبقى السياسيون يتخبطون في قراراتهم دون مراعاة الجوانب العقائدية والدينية والأحكام الشرعية التي تخص المسلمين، لافتاً إلى الدور الكبير الذي يجب أن يقوم به علماء المسلمين لحث القادة السياسيين وشعوبهم من أجل رفض الصفقة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأفاد أن الشعوب العربية والإسلامية قد ترفض الصفقة لفظياً أو معنوياً متسائلاً:" ولكن ما قيمة الرفض إن لم يؤثر على قرارات الحكام العرب؟، لذلك من المطلوب منهم دور أكبر من الرفض القلبي أو اللفظي فهذه القدس والأقصى وليس مكاناً عادياً".
وأردف أبو راس: إن "المسألة في غاية الخطوة وتحتاج إلى بيان حكم شرعي من الجهات الفقهية والشرعية على مستوى العالم الإسلامي حتى توضح للشعوب العربية والإسلامية أن القبول بهذه الصفقة حرام وجريمة بحق فلسطين والأقصى والقدس".
وأوضح أن مسئولية مواجهة القرار وصفقة القرن مسؤولية ليست فلسطينية بل عربية وإسلامية ودولية، وأنه يحب على علماء العالم الإسلامي أن يقوموا بدورهم ويقفوا عند مسئولياتهم نحو تعريف وتوجيه الشعوب نحو رفض الصفقة وخطورة القبول بها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن نهاية الشهر الماضي عن صفقة القرن والتي أكد فيها أن مدينة القدس ستكون العاصمة الموحدة المزعومة لإسرائيل، مع السماح للاحتلال السيطرة على ما تبقى من بأراضي الضفة الغربية، وإسقاط حق العودة.
وشدد أبو رأس على أهمية دور العلماء ورجال الدين المسلمين في قول الحكم الشرعي فيما يخص صفقة القرن، مطالباً إياهم بالوقوف عند حدود الله وتوضيحها للشعوب العربية والإسلامية لتتحرك بناء عليها بعد ذلك.