أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، كمال الخطيب، عدم قبول أي فلسطيني وخاصة فلسطينيي الـ48 بـ"صفقة ترامب" التصفوية، وأنهم لا يرون فيها بصيص أمل لحل عادل كما حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يرسم مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتواطؤ الأنظمة العربية على أنها مصلحة لقضية الشعب الفلسطيني.
وشدد الخطيب في حديث لصحيفة "فلسطين" على أن فلسطينيي الـ48 سيقفون إلى جانب أبناء شعبهم من أجل إفشال صفقة ترامب، مضيفا "هم يعتزون بوجودهم داخل أراضيهم والذي كان سبباً في تثبيت الحق الفلسطيني، وأن هذه الأرض لم تكن كما قيل دون شعب بل الأرض لنا والشعب ثابت إلى الأبد".
وقال: "نحن نعتبر الداخل المحتل جزءاً من الأرض الفلسطينية كما القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وكما هي قناعة 7 ملايين لاجئ فلسطيني، فنحن كذلك في أرضنا باقون ومتجذرون وثابتون".
وأكد أن ما تنص عليه صفقة ترامب من تبادل بين منطقة المثلث ومساحات في أرض النقب لن يمر، وأن فلسطينيي الـ48 لن يقبلوا بها مهما كان الثمن، مردفا "واضح جداً إصرار المؤسسة الإسرائيلية على تنفيذ الخطة في هذه المرحلة وفق منطق القوة وباستخدام كل الوسائل الممكنة".
ولفت إلى أنهم "يحاولون اقتلاعنا من أرضنا وتنفيذ سياسة (الترانسفير) التي يؤمن بها عدد كبير من قادة الاحتلال، أبرزهم أفيغدور ليبرمان، وهنا ستكون المجزرة الكبيرة التي سيكون ثمنها أبناء شعبنا الذي أكد أن لا نكبة ولا هجرة ولا خيام بعد اليوم، وأن هذه الأرض إما أن نعيش فيها كرماء أو نموت فيها شهداء".
وبين أن إصرار الاحتلال على اقتلاع فلسطينيي الـ48 من أراضيهم يعود لإيمانه العنصري بـ"نقاء العرق اليهودي" الذي يجب ألا يخالطه عرق، ولأنه يريد إثبات "يهودية الدولة" ليس فقط عبر القوانين والتشريعات، بل عبر عدم وجود شريك للعنصر اليهودي فيها.
خطأ استراتيجي
وأشار الخطيب إلى أن الاحتلال ما زال يتحدث عن خطأ استراتيجي وقع عام 1948، وهو عدم تهجير كل الشعب الفلسطيني، والسماح لـ154 ألفاً منه بالبقاء، ليصبحوا مليون ونصف مليون نسمة كشوكة تقض مضاجعه، فهو يحاول ألا يكرر هذا الخطأ ويعمل على تصحيحه عبر إعادة تنفيذ التهجير مجددا.
وأكد أنه لا خيار أمام فلسطينيي الـ48 سوى الصمود والثبات، وإن كان الثمن هو أن يتم قتل أبناء شعبنا؛ لأن رحلة الهجرة وصور المعاناة لا تزال ماثلة في أذهان شعبنا الذي يطالب بالعودة إلى أرضه، ولن يقبل بحال أن تعود هذه المشاهد".
وعن تواطؤ بعض الأنظمة العربية في تمرير صفقة ترامب، قال الخطيب إن "شعبنا ذكي ويعرف أن الأنظمة لم تكن صادقة في نصرتها له، وإذا ناصرته بموقف معين تفعل ذلك على استحياء، لكنها ترى فيه حملا على ظهرها تسعى للتخلص منه في كل ظرف ومرحلة".
وأضاف أن تلك الأنظمة نفسها باركت "أوسلو" من البداية، حيث ظنت أنه سيخلصها من الهم الفلسطيني بأيدٍ فلسطينية، وكانت تشارك خلسة في مؤتمر "مدريد" 1990، أما اليوم فهي خرجت من الغرفة المظلمة "غرفة التآمر والمشاريع الساذجة" للعلن بشكل واضح وسافر، عبر حضور إعلان ترامب لمخططه من البيت الأبيض.
"لكننا هنا نفرق بين الأنظمة والشعوب التي تكن كل الحب والوفاء لقضية فلسطين والعرب والمسلمين، ونحن على أمل أن يأتي اليوم الذي لن تستمر فيه تلك الأنظمة في أدوارها المشبوهة التي تطعن بشعبنا وتستبد بشعوبها وتظلم وتبطش بهم، ويتم الخلاص منها وإعادة تصويب بوصلة الشعوب تجاه قضية الأقصى والقدس وفلسطين" كما قال.