قائمة الموقع

صفقة القرد

2020-01-31T21:17:00+02:00

تسعى الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأرعن ترامب إلى إشغالنا عن قضيتنا، وزرع الخوف والرعب مما هو قادم من خلال إحداث الضجيج العارم حول ما يسمى بصفقة القرن، وتأجيلها من شهر لآخر ومن أسبوع لآخر، ووضع الحالة الفلسطينية في زاوية الطوارئ وخلط الأوراق والخوف مما سيحدث.

في اعتقادي ما تم تنفيذه من هذه الخرافة يسبقها بعقدين ونيف، ويحسب على القرن الماضي، ويتمثل عمليا بإجراءات الاحتلال على أرض الواقع، من خلال مصادرة الأراضي وتمدد المستوطنات في الضفة الغربية وتحويلها لكانتونات كما هو حاصل، وسلخ القدس من القضية وانتهاك المقدسات على مسمع ومرأى العالم، وفصل غزة عن الوطن سياسيا وجغرافيا، وإلغاء حل الدولتين ونسف ما كان البعض يلهث خلفه من أكذوبة المفاوضات، ومصادرة حق اللاجئين في العودة، وغيرها من الإجراءات والجرائم الميدانية التي يقوم بها الاحتلال يوميا في فلسطين.

إن هوس صفقة القرن غير موجود إلا في الفكر الفلسطيني والعربي المتواطئ مع الاحتلال في خطواته الميدانية لتهويد فلسطين من خلال التنسيق والتعامل الأمني، ومن خلال التطبيع والزيارات الخاطفة التي من شأنها تدمير القضية،  وتضييع الحق الفلسطيني عبر المشاريع الاقتصادية مرة والسياسية مرة أخرى، وهي سياسة أمريكية قديمة (العصا والجزرة)، وهو ما يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتمريره من خلال ما يسمى بالصفقة؛ فـ(إسرائيل) لا ترجو منها سوى الحصول على الدمغة والختم العربي والفلسطيني لكي تصبح عنصرا واقعيا ومنسجما مع دول المنطقة، وما يجري من ضجيج للصفقة ما هو إلا  أفكار ووساوس هلامية تشغلنا عن واقعنا الصعب.

والمطلوب فلسطينيا مواجهة المخططات الإسرائيلية في الميدان والنشاط الدبلوماسي وتنمية قدرات المقاومة وتعزيز دورها، وتثبيت الحق الفلسطيني التاريخي في وجدان وفكر الأجيال القادمة والاهتمام بمسيرتهم التعليمية، فلن تتحرر الأوطان بالأنشطة الكشافة والمخيمات الصيفية والمسيرات والمهرجانات، التي لا تحقق نصرا ولا تجدي نفعا.

ختاما أؤكد أن الكلمة الفصل ستكون لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في رفض الصفقة والقضاء على واقعها ومكوناتها الرثة... فالواقع أثبت أننا شعب قوي لن نعجز عن ردها ومنعها. والتجربة الراسخة تخبرنا أنه إذا رفض الفلسطيني شيئا فإنه لن يمر.

اخبار ذات صلة