خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء عصر اليوم الجمعة رفضًا لما تسمى خطة السلام "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الثلاثاء الماضي.
وأكد المشاركون في المسيرة أن صفقة ترمب لن تحقق أهدافها التآمرية التي تصب في صالح كيان العدو الإسرائيلي وستفشل كما فشلت غيرها.
وأشاروا إلى أن أبناء اليمن يرفضون كل ما ورد في الصفقة الأمريكية المعلنة جملة وتفصيلا ولن يقبلوا بتجزيء فلسطين ولا بيع القدس وأن فلسطين التاريخية ستعود بكامل أراضيها لأهلها الفلسطينيين.
وشدد على أن القضية المركزية للشعب اليمني وللأمة العربية والإسلامية هي القضية الفلسطينية وأن العدو الإسرائيلي هو عدو الأمة كل الأمة ولا يتفق معه من الأنظمة العربية إلا خائن وعميل.
بيان المسيرة
وأكد بيان مسيرة صنعاء أن الشعب اليمني احتشد اليوم في مختلف الميادين والساحات ليؤكد للعالم أجمع أنهُ كان وما زال في طليعة الشعوب في الوقوف مع قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وجاء في البيان أن انتماءنا الإسلامي يوجب علينا التوحد والتقوى للجهاد ومواجهة قوى الاستكبار في العالم على رأسها أمريكا و"إسرائيل"، مؤكدًا إدانة صفقة ترمب، ويؤكد أن تداعياتها ستكون كارثية على أمريكا وإسرائيل.
وجدد بيان مسيرة صنعاء الوقوف إلى جانب فلسطين شعبًا وأرضًا ومقدسات، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأشد أنواع الظلم نتيجة احتلال العدو الإسرائيلي لأرضه وما يقوم به من جرائم، بدعم كامل من أمريكا.
وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية جامعة وعامل مهم في الوحدة والتآخي بين جميع المسلمين، موضحًا أن فلسطين تمثل حافزا مهما للنهوض في واقع الأمة لتكون في مستوى التصدي لهذا الكيان الغاصب.
ودعا بيان مسيرة صنعاء الأمة الإسلامية للتمحور حول القرآن الكريم والالتزام بالمواقف التي يحددها والحذر من الولاء لأعداء الأمة وإلى ضرورة ترسيخ حالة العداء لأمريكا و"إسرائيل" في مناهجنا الدراسية وفي خطابنا التثقيفي.
ترمب يريد تجديد انتخابه
بدوره، حيا القيادي بحركة حماس محمود الزهار كل المشاركين في كل شبر من أرض اليمن في المسيرات الحاشدة التي خرجت تحت عنوان لا "صفقة ترمب".
وأكد الزهار في كلمةً لهُ في مسيرة صنعاء عبر دائرة تلفزيونية من غزة أن اليمن لم يحتله محتل، وكل من دخله دُمر، واليمنيون اليوم يرفعون أصواتهم في وجه صفقة ترمب.
وقال "نحن اليوم في لحظة فارقة تمس بمقدساتنا"، مضيفًا أن "الخونة والمتآمرون يسمون القدس اليوم "عاصمة إسرائيل" وهي لم ولن تكون عاصمة إلا لـ "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
وذكر الزهار أن "غزة سترفع راية وعد الآخرة، وستدفع عن الأمة ثمن معركة وعد الآخرة التي ستسقط الصهيونية المتمثلة بترمب".
وتابع "نقول للخونة المطبعين، خسئتم، وأحرار شعوبكم ستحاسبكم على هذه الخيانة"، مردفًا بالقول" لن نتخلف عن تحقيق معركة وعد الآخرة وتحرير الأرض وطرد المحتلين لو لم يبق منا إلا طفل واحد".
ولفت الزهار إلى أن" مشهد اليمن اليوم هو شهادة لله تعالى أنكم أبرياء من الصهيونية العربية الملتصقة بالصهيونية اليهودية، قائلًا "إننا نعد الله والشعب اليمني أننا لن نترك بندقيتنا حتى نصلي في المسجد الأقصى بعد أن نرفع راية الإسلام في كل فلسطين".
وقال محمود الزهار:" بعد الله تعالى سنشكر اليمن السعيد العظيم عندما تحين ساعة الانتصار والتحرير".
وأشار إلى أن ترمب فشل في انتخاباته ويريد أن يجدد ولايته على حساب أرضنا ومقدساتنا، مؤكدًا أن معركة وعد الآخرة قادمة لا محالة، وهذا وعدنا وعهدنا أننا لن نقيل ونستقيل، ولقاؤنا في المسجد الأقصى بإذن الله.
محاصرة السفارات
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن "الأعداء أرادوا إشعال بلداننا العربية بينما يبقى الكيان الإسرائيلي آمنا".
وأضاف "نميز بين الأنظمة التي شاركت في مراسيم صفقة ترمب وبين الشعوب التي ترفض ذلك".
ودعا البطش إلى الوقوف مع المقاومة ودعمها بالسلاح وكل ما تحتاجه لمواجهة المحتل.
كما دعا أبناء الأمة إلى محاصرة السفارات والقنصليات الأمريكية والإسرائيلية.
سنقاتل مع الفلسطينيين
من جانبه، قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في كلمة له أمام الحشود إن "فلسطين الحبيبة لم تكن يومًا من الأيام بعيدة عن قلوبنا وأن كلام قائد الثورة عبد الملك الحوثي واضح بأننا سنكون إلى جانب الشعب الفلسطيني ونقاتل معه".
وأضاف الحوثي "لا نريد من الإخوة الفلسطينيين لا جزاء ولا شكورا، لأن وقوفنا إلى جانب فلسطين واجب ديني ولا منة لنا فيه ونفخر بأننا نقف إلى جانب الفلسطينيين، ونفتخر بأنهم يقفون إلى جانبنا".
وتساءل "أين كلمة المصريين والأردنيين والسعوديين من هذه الصفقة"، مؤكدًا أن "من يعجز عن قول "لا لصفقة ترمب فهو أعجز من أن يحرك ساكنا من أجل تحريره وأننا في أيام فارقة في مصير الأمة، ويجب على الجميع أن يكون له موقف مما يحصل".
وحيا الحوثي الموقف الفلسطيني الشجاع الذي رفض الصفقة رغم الإملاءات، ودعاه إلى الثبات على موقفه.
وأشار إلى أن أبطال فلسطين في كل الفصائل والحركات كان لهم موقف بطولي تجاه صفقة ترمب، وأن على الدول العربية التي حضرت حفل إعلان الصفقة أن تعتذر للأمة.
ودعا الحوثي إلى قمة عربية إسلامية تخرج ببرنامج عملي حول القضية الفلسطينية لأن الخطابات لا تكفي، مؤكدًا أن "الخونة من الأمة قدموا أضعاف ما قدموه للشعب الفلسطيني، قدموه لصالح الأمريكيين في جلسة واحدة".