فلسطين أون لاين

"القدس الموحدة لـ(إسرائيل)".. حلم ترامب ونتنياهو الذي سيفشله المقدسيون

...
القدس المحتلة-غزة/ طلال النبيه:

بضحكات ساخرة، برفقة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلانه بقاء القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ(إسرائيل)، معطيًا الضوء الأخضر من جديد بزيادة التغول على المقدسيين ومدينتهم المحتلة.

وقال ترامب خلاله إعلانه عن "صفقة القرن"، أمس: "خطتي تؤكد بقاء القدس عاصمة موحدة غير مجزأة أو مقسمة لـ(إسرائيل)، وستعترف واشنطن بسيادة (إسرائيل) على الأراضي التي توفرها الرؤية لتكون جزءًا منها".

ورأى خبيران مقدسيان، أن القدس ستشهد مرحلة جديدة من زيادة التغول والعداء الإسرائيلي تجاه المقدسيين، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

وقال الكاتب والمختص بالشأن المقدسي راسم عبيدات، إن إعلان ترامب تجديد لمواقفه السابقة، وتمجيد جديد لما سيتم تطبيقه ضد المقدسيين والاعتداء على الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن تأثيرات صفقة ترامب على القدس كبيرة، وستزيد الاعتداء والتغول الإسرائيلي وتكثيف الاستيطان والاستيلاء على الممتلكات والأراضي الفلسطينية، وسيتعرض المقدسيون إلى تطهير عرقي.

وحذر عبيدات من أن المسجد الأقصى سيشهد اقتحامات ستزداد وتيرتها سعيًا من الاحتلال لفرض التقسيم الزماني والمكاني، إضافة إلى الاعتداء على الشخصيات الدينية والتربوية والأكاديمية المقدسية.

وأشار إلى أن الاحتلال سيعمل على إجبار المقدسيين على الهجرة والخروج من حدود ما يسمى بلدية الاحتلال في القدس، محذرًا من محاولات دولية لسلب الوصاية الأردنية على المدينة المحتلة وتدويل ذلك.

وعدَّ هذا الاتجاه خطيرًا على القدس، وسيعرض القضية الفلسطينية لخطر أشد إذا ما حقق الاحتلال ذلك، مشددًا على أن المقدسيين "حلقة عصية على الكسر، ولن ينجح الاحتلال في تطبيق صفقة القرن الأمريكية بعد الإعلان عنها رسميًّا".

ودعا عبيدات إلى ضرورة التكاتف العربي والإسلامي تجاه القدس بشكل جدي، وتوفير الدعم الحقيقي لتعزيز صمود المقدسيين، والتوقف عن إطلاق الشعارات الإعلامية، مشيرًا إلى أن ذلك يحتاج إلى إرادة سياسية عربية إسلامية تتجاوز الشجب والاستنكار.

من جهته، قال الناشط والمختص في الشؤون المقدسية محمد أبو الحمص، إن تجديد ترامب إعلانه بأن القدس عاصمة موحدة لـ(إسرائيل) سيعطي الاحتلال الضوء الأخضر للتمادي أكثر على المقدسيين ومحاربتهم في كل حارات المدينة المحتلة.

وشدد أبو الحمص على أن القدس ستبقى عربية إسلامية فلسطينية رغم القرارات الأمريكية، مضيفا أن هذه القرارات مرفوضة رغم المعاناة الشديدة للمقدسيين منذ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ودعا إلى ضرورة توحيد الموقف الوطني الفلسطيني وتطبيقه ميدانيًّا، وصولًا إلى رؤية واضحة وشاملة تمنع صفقة ترامب من التطبيق الميداني، مشيدًا بموقف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مهاتفة رئيس السلطة محمود عباس.

وأضاف أنه رغم صعوبة الوضع الميداني للمقدسيين وضعف التحرك السياسي والاجتماعي في أحياء المدينة المحتلة، وكثافة حملات الاعتقال والمداهمات، إلا أن الفلسطينيين منذ عام 1967 لم يخضعوا للاحتلال وأفشلوا كل مخططاته.