فلسطين أون لاين

تقرير علاء زيود.. أحد قدامى المعتقلين السياسيين في سجون السلطة

...
جنين- غزة/ أدهم الشريف:

"يعاني وضعًا نفسيًّا صعبًا جدًّا، وانعكس ذلك على حالته الصحية" هكذا وصف شعبان زيود، من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، حال نجله علاء المعتقل لدى أجهزة أمن السلطة منذ 10 سنوات متتالية.

قال الأب هذه الكلمات لصحيفة "فلسطين"، عبر سماعة الهاتف، وبدا آسفًا على حال نجله الذي يقبع في سجن الجنيد بمدينة نابلس.

وعلاء (من سكان السيلة الحارثية) اعتقلته قوة من جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة بعد فشل قوات الاحتلال في اغتياله، وتأبى أجهزة أمن السلطة إطلاق سراحه رغم سنوات الاعتقال الطويلة.

وبحلول آذار (مارس) المقبل، يطبق المعتقل السياسي زيود 10 سنوات متكاملة في سجون أمن السلطة، إذ اعتقل في مثل هذا التاريخ سنة 2010م.

وأضاف والده: "لم أتوقع يومًا اعتقال علاء في سجون السلطة، وأن يصبح واحدًا ممن يواجهون مأساة الاعتقال السياسي".

وعن سبب الاعتقال، قال زيود البالغ من عمره (57 عامًا): "إن جيش الاحتلال لاحق علاء قرابة ست سنوات، بقي ابني خلالها مطاردًا قبل أن يقع وتعتقله قوة من جهاز الأمن الوقائي".

وتابع: "إن جيش الاحتلال كان يسعى لتصفية نجلي، ومنذ اعتقاله ترفض أجهزة أمن السلطة إطلاق سراحه".

غير أن الأمر انعكس كارثيًّا على علاء -كما يقول والده- وعلى حالته النفسية التي تبدو في انهيار، بسبب التفكير المستمر الذي أثر فيه.

وأشار الأب إلى أنه يزور نجله علاء يومي السبت والثلاثاء أسبوعيًّا.

وقال: "إن حالته النفسية صعبة جدًّا، وأصبح لديه أمراض وأوجاع بسب ضعف التفاعل مع قضيته منذ سنوات طويلة".

وأضاف: "يبدو في حالة انهيار، نتيجة التفكير، والتعب النفسي الذي حل به".

وتابع: "تحدثنا إلى السلطة أكثر من مرة، لكنها غير جادة وغير مهتمة بموضوعه (...) لعلاء السلطة لم تقدم أي شيء (في سبيل الإفراج عنه)".

وتطالب عائلة المعتقل السياسي أمن السلطة بأن يفرج عنه حتى يعود إليها ويكمل حياته، وتفرح بابنها عروسًا في بيته، لكن هذا الأمل يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي، مع إصرار السلطة على عدم الإفراج عنه.

وتناشد عائلة المعتقل "أصحاب الهمم العالية والشرفاء، ومن لديهم روح الوطنية، التفاعل مع قضيته حتى إطلاق سراحه، ليعيش حياة طبيعية بين ذويه، وأن يعمر بيته ويتزوج، وينجب الأطفال مثل أي مواطن آخر"، كما قال والده.

وتدرك عائلة زيود أن نجلها ليس الأول أو الأخير الذي تعتقله السلطة على خلفية سياسية، لكنها تصف بـ"صاحب مدة الاعتقال السياسي الأطول في سجون السلطة"، ويزيد ذلك من ألم العائلة التي حرمت علاء كما حرمت شقيقه مهنا المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 15 سنة من أصل 25 سنة؛ مدة المحكومية.