قائمة الموقع

يعمل سائقًا منذ 76 عامًا.. "أبو ماضي" ينتظر تجديد "الرخصة"

2020-01-25T08:48:00+02:00
ماضي.jpg


يملك واحدة من "أقدم رخص القيادة في فلسطين" صدرت في عام 1944م، إنه المسن محمد أبو ماضي الذي عمل سائقًا في ثلاث حقب زمنية بالضفة الغربية المحتلة: الاحتلال البريطاني، والإدارة الأردنية، والاحتلال الاسرائيلي، وجددها سنة 1967م.
أبو ماضي (95 عامًا) ولد في سلفيت قضاء نابلس، التحق بالكُتاب حتى الصف الرابع الابتدائي لأن البريطانيين كانوا لا يسمحون لأطفال القرى بالدراسة أكثر من هذه المرحلة، تزوج في سن 12 عامًا لأنه وحيد أبيه من الذكور.
عبر الهاتف جاء صوت "أبو ماضي"، المولود عام 1925م، مليئًا بالحكايات التي يحن أن يعود إليها يومًا ما، قائلًا لصحيفة "فلسطين": "تزوجت باكرًا وتحملت مسئولية عائلة لم أكن مهيأ لها، ولكن نزولًا عند عادة القرية أن يزوجوا الابن حتى تساعد زوجته والدته في أعمال البيت والحصيدة في الحقول".
"كنت أساعد أبي في التجارة، ثم قررت أن أعتمد على نفسي فعملت "كنترول" في حافلة تعود للعائلة، كنت أجمع الأجرة من الركاب، على خط سلفيت نابلس، حتى حصلت على رخصة قيادة شاحنة، وبعد ثلاث سنوات حصلت على رخصة قيادة حافلة" يضيف الرجل التسعيني.
وبعد حصوله على الرخصة عمل سائقًا للحافلة ذاتها، ثم تركها وعمل على سيارة عمومية اشتراها، وبعد تسليم الضفة الغربية للحكومة الأردنية افتتح كراجًا للسيارات مع شركاء آخرين، عملوا على ثلاثة خطوط: نابلس-عمان، نابلس-إربد، نابلس-الشام.
أنجب أبو ماضي سبعة من الأولاد وابنتين من ثلاث زيجات آخرها كانت في عام 1980م، وكبر عائلته دفعه لشراء مركبات ثقيلة (شاحنات) لكي يعمل عليها أبناؤه، وأكمل هو عمله سائقًا في الداخل المحتل.
مهنة السياقة كانت تدر دخلًا كريمًا على صاحبها لقلة أعداد المركبات والسائقين، ولكن هذه المهنة اليوم "ما بتجيب همها" حسب وصف "أبو ماضي"، لذا اضطر أبناؤه إلى ترك قيادة "الشاحنات" والاتجاه نحو الوظائف الحكومية. 
لم يترك المسن الذي يوصف بـ"أقدم سائق في فلسطين" عمله سائقًا عموميًّا من تلقاء نفسه، وإنما بعد بلوغه 65 عامًا، وفي أثناء خضوعه للفحوصات التي تعقدها "دائرة السير" كل عامين سحبت رخصة الشاحنة العمومية، ثم رخصة الحافلة العمومية بعد بلوغه 70 عامًا، نظرًا لأنه يعاني الضغط، ولكنه احتفظ برخصة قيادة السيارة الخصوصية.
بجانب السياقة عمل أبو ماضي ببيع وشراء السيارات، يقول: "السياقة هي أم الأعمال، والبيع والشراء لتحسين الدخل فقط، فلم أترك العمل سائقًا مطلقًا".
يخرج من بيته يوميًّا مستقلًّا سيارته إلى وسط بلدة سلفيت يلتقي أصدقاءه، ويحافظ على أداء صلاتي الفجر والعشاء في الجامع.
ويشير أبو ماضي إلى أنه رخصة قيادته تنتهي في 15 شباط (فبراير) القادم، وينتظر تجديدها لعام 2020م.
ولدى سؤاله عن أي المدد التي يحن إلى العمل فيها لو عاد به الزمن، يجيب: "في أثناء الحكم الأردني كانت الخطوط مفتوحة، وأحلى أيام عشتها حينما كنت أعمل على خط نابلس إربد، ونابلس الشام، كانت أجرة الراكب إلى عمان 35 قرشًا، وإلى إربد 40 قرشًا، والرحلة مدة ساعة وربع، وإلى الشام دينار أردني، والرحلة كانت تستغرق أربع ساعات".
ويكمل أبو ماضي: "كانت الأجرة مبلغًا كبيرًا بالنسبة لراكب في ذلك الزمان، كانت القروش قليلة، ولكن فيها بركة، والحياة كان الأمان والاطمئنان يسودها، حينما كنت أسوق في 12 منتصف الليل كأني في 12 ظهرًا".
وعن الاختلاف بين السائق قديمًا وسائق اليوم، يبين أن كثيرًا من السائقين حاليًّا يميلون للعجلة، لذا تكثر الحوادث، وفق اعتقاده.
ويختم حديثه بنصيحة للسائقين بعدم استخدام الهواتف النقالة في أثناء السياقة، والالتزام بقواعد وقوانين السير، وعدم تجاوز المخطئ على الطريق، والتمهل ثم التمهل ثم التمهل في أثناء الرحلة.

اخبار ذات صلة